الأحد، 19 ديسمبر 2010

10 حقائق غريبة عن سلوكنا يكشفها التطور

10 حقائق غريبة عن سلوكنا يكشفها التطور

اعداد : لوسيفر & علي شان
باحث بنظريات مثيره للجدل , يدعي انه بامكانه التنبؤ بالسلوك البشري اشياء مثل :لماذا تحصل الناس جميلة المظهر على مواليد من الفتيات اكثر من غيرهم ؟

لان الجمال أكثر أهمية للمرأة من الرجل , وفقاً لعالم علم النفس التطوري ساتوشي كانازاوا (Satoshi Kanazawa ) .

لماذا معظم الانتحاريين هم من المسلمين؟

لانهم ببساطه لايحصلون على ما يكفي من الجنس

لماذا الليبراليون أكثر ذكاءً من المحافظين ؟

لان الليبرالية هي ميزه جديدة تطورياً.

الاستاذ في مدرسة لندن للاقتصاد "London School of Economics" والكاتب لمقالة " عشر حقائق غير صحيحة سياسياً حول الطبيعة البشرية -Ten Politically Incorrect Truths about Human Nature-" يدافع عن تأكيداته الاستفزازية , ضد نقاده المهتاجين.

و هو يعترف , بأن بعض افكاره , قد تبدو غير اخلاقية , تتنافى مع مبادئنا او هجوميه , ولكنه يصر على أنها صحيحة ومدعومة بالأدلة العلمية التي استمر بجمعها منذ نشر كتابه عام 2007(لماذا لدى الناس الوسماء أطفال أكثر).

الان , وفي دراسه سيتم نشرها في العلوم التناسلية , استشهد بادلة جديده , حول سؤال كان مطروحا منذ زمن في مجال علم الاحياء التطورية , الذي يفسر لماذا يحصل الازواج الاكثر جاذبية على اناث اكثر في اطفالهم؟ وهذا مايفترض ان يشرحه الكاتب.

Jerry Hall with her daughters from her marriage with Mick Jagger - Georgia, left, and Elizabeth

1.لدى الناس الوسماء مزيداً من البنات.

هذه النقطة , تم بنائها على اساس فرضية ( تريفرز- ويلارد ) (Trivers-Willard ) تنص على ان " الاباء الذين يمتلكون صفة مميزه لجنس واحد "ذكور او اناث" اكثر من الجنس الاخر , سيكون لديهم اطفال اكثر من ذلك الجنس" .

الرجل , يتم تقديره ومن الناحية التطورية , بواسطة ثروته , نفوذه وقوته , بينما يتم تقدير قيمة المرأه , بشبابها وجاذبيتها الجسدية .

وفقاً للدكتور كانازاوا فان الجاذبية الشكلية (الجسدية) , تعتبر ميزة تفضيلية بصورة عامة , لكنها تؤثر بشكل اكبر على فرص نجاح الاناث ازيد من فرصة نجاح الذكور , ولهذا يمكن فرض ان الازواج الاكثر جمالاً سيحصلون على أطفال اناث أكثر من الذكور.

عملياً , تم استنتاج بعض النتائج من دراسة تنمية الطفوله 1958 "1958National Child Development Study" حيث تم اختيار 17,000 طفل , وتم تصنيفهم وفقاً لجاذبيتهم من قبل معلميهم عند عمر 7 سنين , ثم اعيد سؤالهم عند عمر 45 سنه حول اعمار وجنس اطفالهم , فوجد ان اغلب من تم تصنيفه على انه "غير جذاب" قد حصل على غالبية من الذكور. "نسبة الى تلك الدراسه" .

2.الليبراليون اكثر ذكاءً من المحافظين .

دراسة اجراها الدكتور كانازاوا , تم نشرها في مجلة العلوم الاجتماعية "Social Science" كشفت ان أغلب البالغين الذين عرفوا انفسهم على انهم (ليبراليون جدا) , يمتلكون معدل ذكاء مرتفع بمعدل 106 "للمجموعة" , بينما حصل من تم تعريف انفسهم على انهم (محافظون جدا )على معدل ذكاء 96 ( كمعدل للمجموعة ايضا).

البشر مدفوعون تطوريا نحو كونهم محافظين , يهتمون على الاغلب باسرهم واصدقائهم , لكن كونك لبيرالي , ستجلعك تهتم بعدد غير محدد من الغرباء , ولا يقربون لك وراثياً , لذلك فالاطفال الاكثر ذكاءً , سيكون من المرجح ان يكبروا ليكونوا ليبراليين.

3.غالبية الانتحاريين هم من المسلمين.

(العمليات الانتحارية ليست دينية دائما , لكنها عندما تكون دينية , فستجد ان منفذها سيكون مسلما) – د.كانازوا

لماذا؟ الجواب يثير الدهشة هو انه قد لا علاقه بالاسلام او السياسة او الثقافه او العرق , الامر له علاقه بالجنس , او على الاصح , غياب الجنس.

يضيف د.كانازوا في مصدر أخر "مدونة علم النفس اليوم" مناقشاً كون الاسلام يتسامح مع تعدد الزوجات , بعض الرجال يحصل على زوجتين او اكثر , ممايقلل فرصة الرجال الاخرين في الحصول على زوجة , وهنا يبرز دور الوعد ب 72 من الحور العين عذراوات ينتظرنك في الجنة , الامر هو وعد بتعدد الزوجات مع عدد هائل من العذراوات , وهذا يدفع اي شاب مسلم الى الانتحار بتفجير نفسه.

4.الرجال يحبون الشقراوات والنساء ترغب بان تكون مثلهن.

الشعر الاشقر صفة ميزة تطورية , وخصوصا انه يتغير في حالة الاشقر الخفيف ليصبح بنيا مع تقدم العمر , لذلك تحاول النساء التشبهه بالشقراوات , والرجال مدفوعون " لاشعورياً" للبحث عن الشقراوات , لان شقراء الشعر , تعتبر صغيرة العمر , وبالتالي اكثر قابليه على الانجاب.( في وقت لا يمكن معرفة عمر النساء في بيئة السافانا فهذه الميزات ورثناها عن الاجداد ).

5.البشر طبيعيا مدفوعون لتعدد الزوجات.

تعدد الازواج (ان تتزوج امرأه واحده من اكثر من رجل) نادر بالفعل , لكنه مورس على فترات مختلفه من التاريخ , ويعتبر بالتأكيد اقل من تعدد الزوجات .

في المجتمعات التي يكون فيها الرجل الغني أكثر حظوظاً من الرجل الفقير , ستكون فرصة معيشة المرأه مع اطفالها , مشاركة نساء اخريات واطفالهن برجل غني , هي بالتأكيد افضل من ان يكون لها رجل فقير لوحدها , لكن وبالوقت الحالي , يكون معظم الرجال ذو حاله مادية متقاربة خصوصاً في المجتمعات الصناعية الحديثة , لهذا سيمتلك الجميع مصادر متقاربة ويكتفوا بزوجة واحدة .

6.انجاب الابناء يقلل من احتمال الطلاق.

تُقدر قيمة الرجل , من الناحية التطورية , بثروتة و مركزه و نفوذه في المجتمع , بينما تُقدر قيمة المرأة بشبابها وجاذبيتها الجسدية , على الاب ان يتأكد من ان ابنه سوف يرث ماله , لكنه بنفس الوقت من الصعب عليه ان يحافظ على القيمة التطورية لابنتة ( التي تعتمد على الشباب والجاذبيه) لذلك وجودالاب في العائلة ضروري لابن , لكنه ليس بنفس الضروره لابنته ، ( وبالتالي فان وجود ابناء يمنع الطلاق ورحيل الوالد من الاسرة اكثر من وجود البنات ، وهذا الاثر يميل لان يتقوى بين الاسر الثرية).

7.علاقة العبقرية الخلاقة بالاجرام .

يمكن ملاحظة علاقة الميل للاجرام في فترة المراهقة والذي يختفي بعد ذلك بسرعه , لكن هذه العلاقه ليست للاجرام فقط ،

فمن الملاحظ ان هذه الصفة موجودة عند الكثير من البشر , والتي تدفعهم للتفوق على المنافسين جنسياً , و قد يقوم اولئك التنافسيون بالتصرف العنيف تجاه اندادهم الذكور ، اما الرجال الاقل ميلا نحو العنف والجريمة فقد يعبرون عن تنافسيتهم من خلال الانشطة الابداعية (الخلاقة) ، ان هذا العمر له اهمية بالاقتران الجنسي لهذا تتدفق هذه الطاقات بسن المراهقة ، فالنساء غالبا ما يقلنّ لا للرجال وكان على الرجال ان يغزوا اراضي اجنبية ، يكسبوا معارك وحروبا ، وينشئوا سمفونيات ، ويؤلفوا كتبا ، ويكتبوا سوناتات ، ويطلوا اسقف كاتدرائيات ، ويصنعوا اكتشافات علمية ، ويعزفوا في فرق روك ، ويكتبوا برمجيات حاسوب جديدة من اجل اقناع النساء بحيث يوافقن لممارسة الجنس معهم ، لقد بنى الرجال الحضارة (ودمروها) من اجل اقناع النساء بحيث يقلن لهمن : نعم

8.ازمة منتصف العمر هي اسطورة نوعا ما .

الكثير من الرجال في منتصف العمر يحدث لهم ازمة منتصف العمر والسبب لايعود لكونهم في منتصف العمر , بل لان زوجاتهم اقتربت نهاية قدرتهن الانجابية .

يقول د.كانازوا (فمن المنظور النفسي التطوري أزمة منتصف العمر للرجل تندفع بسبب (سن اليأس) الوشيك لدى زوجته ونهاية سيرتها الانجابية وبالتالي حاجته المتجددة لجذب النساء الايفع ، تبعا لذلك فرجل عمره 50 عاما متزوج من امراة عمرها 25 عاما لن يمر بازمة منتصف العمر حين ان رجلا عمره 25 عاما متزوج من امراة عمرها 50 عاما سيفعل وتمام مثل رجل نموذجي عمره 50 متزوج من امراه عمرها 50 عاما انه ليس منتصف العمر تبعه ما يهم ، انه تبعها فعندما يشتري سيارة رياضية حمراء لامعة فانه لايحاول ان يسترد شبابه بل يحاول اجتذاب النساء الشابات ليحللن محل زوجته .

9.من الطبيعي ان يخاطر السياسين الذكور بكل شيئ في سبيل علاقه جنسية.

الرجال ذوي النفوذ , على الاغلب متزوجون بأمرأه واحده , لكنهم يميلون للارتباط بعدة نساء , هؤلاء الرجال يحاولون تحقيق هذا النفوذ بالعقل الواعي او العقل اللاواعي , من خلال التكاثر مع عدد كبير من النساء. يقول د. كانازاوا (ما يميز بيل كلينتون ليس انه اقام علاقة خارج الزواج وهو في المنصب -فاخرون يفعلون وغيرهم سيفعل وسيكون لغزا داروينيا ان لم يفعلوا - ما يميزه هو حقيقة انه القي القبض عليه).

10. الرجال يتحرشون جنسيا بالنساء لانهم غير متحيزين جنسياً.

الرجال دائما يضايقون بعضهم في اماكن العمل , هذا طبيعي جدا فهو الرد على وضع المنافسه الموجود بينهم لكنهم اي -الرجال - لا يعاملون النساء بنحو مختلف عندما يضايقونهم , بل ووفقاً للدكتور .كانازوا.انهم يفعلون ذلك , لانهم لايفرقون جنسياً

الخميس، 16 ديسمبر 2010

محاضرة لدانيال دينيت عن الدين والهدف من الحياة والانتخاب الطبيعي

هذه محاضرة لدانيال دينيت القاها لتجمع ted يتحدث بها عن التطور والدين والهدف من الحياة ويرد بها على ايرك الذي يبشر بالانجيل .

التحميل من هنا

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

فردوس السلفية

اغنية رائعة ولطيفة ، اسمها Amish Paradise
بما انها تسخر من معتقد ديني ما بصورة فكاهية ، فقد تمت ترجمة هذه الاغنية الى اللغة العراقية مع استبدال بعض المسميات بمسميات اسلامية.
متى نتعلم ان التخلف من سمات التحزب الديني ؟
استمتعوا

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

نحو تفسير تطوري للغيرة

صورة مرسلة

الغيرة والغزل, لهاينز كينج (1831-1904)

بحسب الويكبييديا العربية فأن الغيره هي:-
أفكار وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركا أو غير مدرك أنه يشكل تهديد

من ناحية تطورية فإن الغيرة هي تكيف ساعد الانسان على توريث جيناته الى الجيل اللاحق، ولا علاقة للغيرة بما نسميه “أخلاق” الا بالسنوات المتقدمة من تاريخ الانسان الحديث ، حيث ان جميع التصرفات التي كانت “تكيفا للبقاء او لتمرير الجينات او للحماية ” اصبحت متعلقة بمنظومة الاخلاق .

وكان أحد شعراء العرب في الجاهلية مشهور عنه بالغيرة الشديدة وكان أصحابه يحذرونه منها فلما تزوج كان يسير هو وزوجته في الطريق فرأى رجلاً ينظر إلى زوجته فطلقها، ثم تعرض للوم من أصحابه فقال لهم:-


سأترك حبها من غير بغض ………ولكن لكثرة الشركاء فيه

إذا وقع الذباب على طعام ………رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الأُسُود ورود ماء ………إذا كان الكلاب وَلَغْنَ فيه

إذن ان ما نتصوره اخلاقا هو بالاساس سلوكيات بدائية ساهمت بحفظ النوع الانساني مثلها مثل الشجاعة بوجه الاعداء او الخوف من الثعابين والنار وفوبيا المرتفعات .

وفي مظاهرات حکومية في مدينه اصفهان لدعم الحجاب والاحتجاج علي النساء الغير محجبات – کان احد الشعارات ” اي مرد غيرتت کو؟ ” أي ” ايها الرجل اين غيرتك ؟

ان تغليف المرأة بغلاف الشوكولاته اي -الحجاب والنقاب- له اثر تطوري فالمرأة ستكون محمية من انظر الاخرين فبالتالي لايمكن معرفة مفاتنها، من لون الشعر وشكل الوجه ولون العينين وعرض الخصر وحجم الاثداء ، كل هذه مواصفات تطورية تعتبر قفزة نوعية في انتخاب النسل الاصلح ، لهذا فالشخص حينما يقترن بفتاة يحاول منع اي امر يؤدي الى ان تتركه الفتاة، لهذا تم اختراع شيء اسمه الحجاب او النقاب او حتى مؤسسة الزواج وهي صفة مدنية لها اثر تطوري قديم تعني بان المرأة لي وحدي ويقوم الرجل بدفع مهر للمرأة تعبيرا عن الملكية ، للان ما زال الزواج موجودا لا اعترض عليه طبعا لكني اعترض على المهر فالزواج هو منفعة متبادلة بين حرف ال U وحرف ال I فلماذا ندفع الاموال من جهة واحدة ، في الهند المهر على الزوجة لا الزوج . المفروض يلغى المهر ويعوض عنه بالهداية الجميلة لاننا تجاوزنا مرحلة الملكية للمرأة .

والغيرة تفسر بعدة امور تتعلق بالاسس البايلوجية للبقاء وهي (الحياة-أي الصراع من اجل البقاء ) و(توريث الحياة-أي توريث الجينات للجيل اللاحق) و(حماية هذه الحياة-اي الحماية من خلال منع اي اعتادءات وتبسيطها وجعلها مرفهة الى اقصى حد ) ، فغيرة الرجل من الرجل تكون اما لوجود امتيازات موجودة في الرجل الاخر كالوسامة والجسم المنسق او طول القامة او الثراء او المنصب الاجتماعي و الوظيفي وكل هذه المناصب محفزات للحصول على اقتران الاناث المنتخبات .

فتطوريا الانثى تفضل الوسيم او الوجيه اجتماعيا (الوجيه اجتماعياً يوازي الثري عندنا لان زعيم القبيلة بيده كل شيء ويملك قوة القبيلة وسلطتها و…الخ . ) فكل هذه الامور التي تعددت الطرق للحصول عليها رغم ان الاقتران مع من يملك وجاهة اجتماعية لا معنى له كتفضيل اقتران جنسي لان الجنس هو الجنس لكن تطورياً النساء ترغب بمن يملك الوجاهة الاجتماعية او الثراء لان هؤلاء يمثلون الحماية والقوة لنفسها ولذريتها كذلك الوسيم القوي صاحب العضلات والطويل فيتمثل بنموذج الحماية المطلوبة من الاخرين .

اما غيرة الاطفال فتقع بنفس البوتقة وهي الحصول على امتيازات موجودة عند الاخرين تتمثل بالحماية والعطف اوالحنان الازيد والموجود عند الطفل الاخر ، او الطعام المتمثل بالحلويات وغيرها .

من ناحية علم النفس التطوري هناك ثلاث ركائز لتفسير المظاهر الاجتماعية والنفسية هي : القدرة على البقاء وتوريث الجينات وحماية الحياة وتطويرها نحو الرفاهية.

فاذا كانت بعض المظاهر هي تكيف تطوري ، فمالداعي لبقائها في زمن امكن لنا حماية نوعا باساليب مختلفة كابتكار القوانين والانظمة خصوصا ونحن كائنات ذكية ؟ .

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

ملحدو أميركا أكثر اطلاعا على الدين من المؤمنين

نشرت صحيفة التايمز في يوم 28/9/2010 خبراً عن دراسة احصائية كشفت بان الملحدين في امريكا هم أكثر اطلاعا على مفاهيم الدين من سواهم . وهذا الخبر يتناغم مع دراسة سابقة اوضحت بان الملحدين والليبراليين هم اكثر ذكاءً من غيرهم مع تصحيح بان صاحب الدراسة هو الدكتور ساتوشي كانازاوا وهو دكتور وليس دكتورة كما ورد في الخبر سهواً. والخبر الذي نشرته التايمز لم نجد تفاعلاً معه الى درجة ترجمته باستثناءجريدة العالم العراقية ويسعدنا ن ننشر الخبر مترجما عن التايمز وأشكر الزميل المترجم وهو احد اعضاء منتدى طبيعي على هذه الترجمة الرائعة .



اسماء الفئات بالترتيب (ملحدين لاادريين ، يهود ، مورمون، روتستانت انجيليون بيض ، كاثوليك بيض ، بروتستانت عاديون بيض ، لاشيء تحديدا ، بروتستانت سود ، كاثوليك لاتينيون)

الأمريكيون بكل المقاييس شعب شديد التدين، لكنهم أيضاً جاهلون بشدة في أمور الدين.

إتصل الباحثون من منتدى بيو المستقل في الدين والحياة العامة (Pew Forum on Religion and Public Life) ، إتصلوا بأكثر من 3400 شخص من الأمريكيين وسألوهم 32 سؤالاً عن الإنجيل, المسيحية ،والأديان العالمية الأخرى ، عن الشخصيات الدينية المشهورة والمبادئ الدستورية التي تنظم الدين في الحياة العامة.

في المتوسط، أجاب الناس الذين أجروا المسح على نصف الأسئلة بشكل غير صحيح، وحتى أنهم أخطأوا في الإجابة عن أسئلة تتعلق بأديانهم.

أولئك الذين حصلوا على أعلى النتائج كانوا ملحدين ولاأدريين، بالاضافة إلى أقليتين دينيتين هما اليهود والمورمون. وكانت النتائج مشابهة حتى عندما حدد الباحثون عوامل أخرى مثل العمر والفروق العرقية.

قال غريغ سميث (Greg Smith) أحد كبار الباحثين في معهد بيو: " حتى بأخذ كل تلك العوامل الأخرى بالحسبان بما في ذلك التعليم، فقد بقي الملحدون، اللاأدريون، اليهود والمورمون يتفوقون على بقية الجماعات الدينية في الإستطلاع."

قد يتفاجأ البعض من تلك النتيجة، ولكن ليس ديف سلفرمان (Dave Silverman)، رئيس جماعة الملحدين الأمريكيين، وهي مجموعة مناصرة للغير مؤمنين والتي أسسها مادلين موراي أوهير (Madalyn Murray O’Hair).

وقال السيد سلفرمان: " لقد سمعت عدة مرات أن الملحدين يعرفون في الدين أكثر من المتدينين، الإلحاد هو أحد تأثيرات تلك المعرفة وليس قلة المعرفة. أهديت إنجيلاً لإبنتي. بهذه الطريقة تصنع الملحدين".

ومن بين المواضيع التي شملتها الدراسة هي: أين وُلد المسيح؟ ما هو رمضان؟ كتاباتُ من هي التي ألهمت الإصلاح البروتستانتي؟ من هي الشخصية الإنجيلية التي قادت الهجرة من مصر؟ ما هو دين الديلاي لاما؟ جوزيف سميث؟ الأم تيريزا؟.كان النمط في معظم الحالات هو الإختيار المتعدد.

وقال الباحثون أنه قد تم تصميم الإستبيان لكي يمثل المعرفة الواسعة في الأمور الدينية، وليس عن اهم الحقائق حول الأديان. لقد كانت معظم الأسئلة سهلة، لكن بعضها كان صعباً بما يكفي لتمييز المشاركين واسعي المعرفة.

عن الإنجيل والمسيحية فقد كانت المجموعة التي حصدت العدد الأكبر من الإجابات الصحيحة هي المورمون والبروتستانت الإنجيليين البيض.

أما عن الأسئلة حول الأديان العالمية مثل الإسلام، البوذية، الهندوسية واليهودية، فقد كانت مجاميع الملحدين، والاأدريين، واليهود هي الأفضل.

والنتيجة التي لفتت إنتباه صانعي السياسة هي أن معظم الأمريكيين يعتقدون خطأً أن كل ما يتعلق بالدين محظور في المدارس العامة.

سئلت نسبة ساحقة من المستطلعين وهي 89 % عما إذا كان يسمح لمعلم في المدارس العامة أن يقود صلاة في الصف، أجابوا بصورة صحيحة لا.

لكن أقل من ربع المشاركين كانوا يعلمون أنه يـُسمح لمعلمي المدارس العامة ان "يقرأوا من الإنجيل كأمثلة أدبية." وفقط حوالي الثلث كانوا يعلمون أن بإمكان المعلمين في المدارس العامة أن يقيموا مقارنة للأديان العالمية في الصف.

وقد إستنتج واضعوا الدراسة بأن هناك "فوضى واسعة الإنتشار" حول " الخط الفاصل بين التعليم والوعظ."

قال السيد سميث أن المسح يبدو أول جهد شامل في تقييم المعرفة الأساسية الدينية للأمريكيين، ولذلك فمن المستحيل معرفة ما إذا كانوا يعلمون أكثر أم أقل مما كان في الماضي.

وإجريت المقابلات الهاتفية باللغتين الإنكليزية والإسبانية في مايو وحزيران(يونيو). لم يكن هناك ما يكفي من المسلمين، البوذيين، أو الهندوس من المشاركين بما يسمح في تقييم أداء تلك الجماعات.

بلا شك فإن رجال الدين القلقين من أن متدينيهم يعرفون القليل عن مبادئ إيمانهم، سيصابون بالرعب عند الإطلاع على بعض هذه النتائج:

¶ ثلاثة وخمسون في المئة من البروتستانت لم يعرفوا أن مارتن لوثر هو الرجل الذي بدأ الإصلاح البروتستانتي.

¶ خمسة وأربعون في المئة من الكاثوليك لم يعرفوا أن كنيستهم هي التي تـُعلم أن مكرّس الخبز والنبيذ في القربان المقدس ليست مجرد رموز، لكنها تصبح فعلياً جسم ودم المسيح.

¶ ثلاثة وأربعون في المئة من اليهود لم يعرفوا أن موسى بن ميمون وهو واحداً من قادة السلطات الحاخامية والفلاسفة، كان يهودياً.

¶ كان السؤال عن موسى بن ميمون من أقل الأسئلة التي أجاب عنها المشاركون بصورة صحيحة. لكن 51 في المئة عرفوا أن جوزيف سميث كان مورمونياً، و 82 في المئة عرفوا أن الأم تيريزا كانت من الروم الكاثوليك.

الخميس، 22 يوليو 2010

بقعة الله


بقعة الرب

إن الإيمان بالله أمر مندمج بعمق في دماغ ِالانسان, والدماغ يبدو مبرمجاً لتقبل التجارب الدينية, وهذه النتيجة هي حصيلة دراسة حاولت معرفة السبب وراء كون الدين ظاهرة عالمية وحاضرة في معظم الأماكن والأزمنة.

بعض العلماء يبحثون عن منطقة عصبية, اسموها "God spot" والتي يفترض أنها تقوم بالسيطرة على الاعتقاد الديني, وهي مقسمة - كما يعتقد العديد من العلماء - على عدة مناطق تكون الشبكة التي تمثل الأساس الحيوي للمعتقد الديني.

يقول الباحثون بأن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد الفكرة السائدة بأن الحس الايماني قد تطور مع تطور البشر, لان له أهميته في تعزيز فرص البقاء.


الايمان الديني والسلوك الديني, كلاهما علامة مميزة للإنسان, فلا يوجد أي حيوان أظهر تصرفاً مماثلاً أو مشابهاً للتصرف البشري؛ إن نتائجنا المميزة اظهرت أن هناك مركبة مهمة في الدماغ تخص الاعتقاد الديني, وهذا يدعم التصور الذي توصل إليه الباحثون النفسانيون بأن الايمان الديني هو ذو اساس تطوري, وقد كان فعالاً جداً في عملية التطور. يقول البروفيسور جوردن جارفمان, من المؤسسة الأمريكية لاضطرابات الأعصاب والصدمات في بيثيسدا, قرب واشنطن:


"العلماء انقسموا, بين من يظن أن للايمان أصل بايلوجي, وهؤلاء العلماء التطوريين اقترحوا أن الانتخاب الطبيعي ــ وفقاً لداروين ــ يفضل الأفراد الذين لهم اعتقاد ديني على اولئك الذين ليس لديهم اعتقاد كهذا؛ حيث أن هذا الإيمان يساعد في الحالات الصعبة, بينما يظن بعض آخر أن الايمان هو أحد نتائج الرغبة الانسانية في البحث عن الحقيقة، والايمان بالأديان والقوى الخارقة كان أحد طرق تلبية تلك الرغبة, وهي التي تجعل الدماغ الانساني مبدع ومتطور.



في آخر دراسة, تم نشرها في مجلة الأكاديمية الوطنية لتقدم العلوم, قام العلماء بتحليل ادمغة مجموعة من المتطوعين, الذين كان عليهم أن يفكروا بالدين, الأخلاق, وبمختلف الأسئلة الأخرى, ولأغراض التحليل استخدم العلماء تصوير الرنين المغناطيسي, لملاحظة أي الدوائر الكهربائية يتم تنشيطها في الدماغ.


وجد أن هؤلاء المتطوعين, ورغم اختلاف أديانهم ومعتقداتهم "وبينهم ملحدون" كلهم قاموا باستخدام نفس الدائرة الكهربائية في الدماغ لحل المعضلات الأخلاقية, وهي نفسها التي تم تنشيطها أثناء تعامل المتطوعين المتدينين مع الأفكار المتعلقة بالرب.


وجدت الدراسة أن عدة مناطق تم تنشيطها في الدماغ, بضمنها الفص الأمامي للقشرة الدماغية, وهو جزء متطور لا تمتلك سائر الحيوانات تراكيب مشابهة له, وجزء آخر أكثر تعمقاً – وهو منطقة موجودة لدينا ولدى كائنات انفصلت عن خطنا التطوري قبل أزمنة سحيقة، يتشاركها الانسان مع الغوريلا.




لا يوجد شيئ مميز في الاعتقاد الديني في تلك التراكيب الدماغية, ببساطة, لا يوجد ما يسمى بـ"بقعة الرب", لكن تلك الوظيفة مشتركة بين اجزاء عديده من النظام الإيماني في الدماغ, وهذه الاجزاء نستخدمها يومياً ــ بروفيسور جارفمان.

إن البحث عن بقعة الرب قاد العلماء في العقود الاخيرة إلى مناطق دماغية مختلفة ، منها ما قادهم إلى "الفص الزمني
temporal lobe" المتمركز فوق كل أذن, وذلك لأن المصابين بالصرع في تلك المنطقه يصرحون دائماً بمرورهم بتجارب إيمانية, وهذا ما أدى بالعالم فيلاينور رامشندران من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إلى تعرض عدة مرضى مصابين بــ"صرع الفص الزمني" إلى سماع عدة كلمات , لها معنى ديني , جنسي وكلمات اعتياديه, وقاس مستويات المنعكسات العاطفية, وقد وجد أن الكلمات الدينية تسببت بتجاوبات عالية وغير طبيعية عند أولئك المرضى.

هذا أدى بالعلماء الى اختراع اداة خاصة, تولد مجال مغناطيسي يحاكي الحقل المغناطيسي للفص الزمني. بواسطة "خوذة الرب"، وجد مايكل بيرسينجر من جامعة اونتاريو، وجد انه يستطيع ادخال الدماغ في تجربة دينية صناعية , وقد قال من أرتدوا هذه الخوذه أنهم قد احسوا بحضور روحي او شعروا ببركة إلهية.


د. بريسنجر قال ان (8) من اصل (10) قد احسوا بالتجارب الدينية اثناء ارتدائهم الخوذة، بينما قال الدكتور الملحد المشهور عالمياً "ريتشارد داوكنز" أنه لم يجد الله اثناء ارتدائه الخوذة عند اعداده لتقرير لمحطة BBC, لكنه احس بخدر في الاطراف وقال أنها اثرت على تنفسه أيضا.

دراسات اخرى تضمنت بوذيين اقترحت ان الجزء العلوي الخلفي من الدماغ هو الذي يسيطر على الاعتقاد الديني, بالتحديد الشعور الذي يمر به البعض من الترقي لمستوى اعلى, والذي يحدث اثناء الصلاة.

اندرو نيوبيرك , من جامعة بنسلفانيا , حقن عدة متطوعين ممارسين للبوذية قبل وصولهم الى حالة النرفانا*, وباستخدام كاميرا خاصة, صور توزيع المادة المشعة في الدماغ, والتي ادت بالعلماء الى التعرف للفصين الجداريين الذين أثرا في هذه الحالة.


"عندما لا تكون لدينا معرفه كاملة بالعالم من حولنا , هنا تسنح لنا الفرصة للإيمان بالله , عندما لانجد تفسيرا علميا لاي شيء, نحن نعتمد على التفسيرات فوق الطبيعية، وربما, طاعة قوة خارقة لا نعرفها تسهل عملية ظهور الاديان. " ــ بروفيسور جارفمان.


ان هذا المقال يسلط النظر على مسألتين مهمتين, الاولى ان النشوة الدينيه تم تفسيرها علميا , بل وامكن خلقها اصطناعيا , والثانيه , هي ان النبي محمد "رسول الإسلام" , كان يعاني من أعراض الصرع وفق مصادر الحديث , وكما بينت الدراسات المترجمة , فان الصرع من الممكن ان يسبب التجارب الايمانيه , فهل من الممكن ان يكون محمد الف دينه كله في تجارب الصرع ؟!


*
النرفانا هي حالة من السعادة، تصفها العقيدة البوذية، يشعر عندها الإنسان بالاستغناء عن كل رغباته وحاجاته.

الأحد، 18 يوليو 2010

الضوء الاول في الكون



الضوء الاول في الكون.

يعرف في بعضا الاحيان بأسم "توهج الخلق" , لانه اول ضوء صدر عند تكون الماده بعد الانفجار الكوني , والان , العلماء يقتربون لوضع افضل صور على الاطلاق مأخوذه من بداية الزمن.
اوائل شهر تموز يوليو 2010 , اطلقت الوكاله الاوربيه للفضاء اول الصور الملتقطه للسماء كامله من خلال القمر الاصطناعي بلانك "Planck" والذي كان قد اطلق في العام المنصرم من اجل تصوير خلفية اشعة المايكروويف –مايسمى بتوهج مابعد الخلق- في كل الاجزاء المعروفه من الكون , الصوره انتجت بعد اولى عمليات البحث لكافة الفضاء , وستستخدم لانتاج صوره عالية التفاصيل ودقيقه لخلفية الاشعاع الذي خلفته الكره الناريه للانفجار الكوني العظيم.
الصوره الملتقطه من القمر الاصطناعي بلانك للانفجار الكوني

في هذه الصوره , نحن نرى الكون من المركز نحو الخارج , اشعة المايكروويف الخلفيه هي المناطق الصفراء في نهايتي الصوره , الاشعاع من مجرتنا "درب اللبانه" هو الخط الابيض المشع في المنتصف , بينما المناطق الزرقاء والحمراء هو الانبعاث الاشعاعي للغازات الحاره والغبار الكوني.
القرص الابيض الرفيع الصادر من مجرة درب اللبانه يفصل الفضاء الشمالي في القمه عن الفضاء الجنوبي في الاسفل , ان التدخل الاشعاعي لمجرتنا "الذي سيسبب تشويش في الصوره" يتم مسحه رقميا لينتج الصوره الاكثر دقه , وتمثل الصوره تسع حزم او تسع الوان.

بلانك "القمر الاصطناعي" ريم لنا اول صوره طيفيه للكون –يقول ديفيد باركر مدير هيئة الفضاء والعلوم والاكتشافات البريطانيه , والتي تساهم في الجانب البريطاني في مشروع البحث العالمي , ويردف قائلا , هذه الصوره المنفرده , التقطت صوره لكوننا المعروف "مجرة درب اللبانه" ولكنها ايضا صورت لنا الانفجار الكوني العظيم والذي كون الكون بأكمله.

توضيح من قبل المترجم : اقترح العلماء وجود خلفيه تشويشيه اشعاعيه نتيجة الانفجار الكوني العظيم , وببساطه يمكنك تخيل الامر بان ضوء الانفجار الذي حدث بقربك سيستمر في طريق مستقيم في الفضاء , ويمكننا الان بتلسكوبات خاصه , ان نرى ضوء ذلك الانفجار من خلال ذلك الضوء , تخيل انك تقوم باللحاق بسياره مسرعه , يمثل اشعاع الانفجار هذه السياره J .
اقترح العلماء وجود مثل هذه الخلفيه التشويشيه للانفجار قبل 60 سنه و واول اكتشاف لها عمليا كان عام 1960 , من خلال قمر اصطناعي سمي "كوب cobe " الذي رسم خارطه كامله للاشعاع في الكون , وقد ثبت ان هذا الاشعاع راجع للانفجار لان الاشعاع وجد في كل اتجاهات الكون.



لقد طال الامر 16 سنه من العمل الدؤوب من قبل العلماء الاوربيين , الامريكيين , والكنديين لانتاج هذه الصوره عن نشوء الكون , والقمر بلانك يعمل بذكاء ونحن نتوقع ان نتعلم الكثير عن الانفجار الكوني وعن خلق كوننا بسببه طقال البروفيسور جورج ايفستاثيو , احد العلماء الباحثون في المعلومات التي تصل من القمر بلانك في جامعة كامبريدج".

يقدر ان الاشعاع الكوني قد انطلق بعد 400,000 سنه بعد الانفجار الكوني , حينما بدأت اول الذرات بالتكون , ويعتقد بعض العلماء ان الخلفيه الاشعاعيه ماهي الا نسخه عن عناقيد المجرات الحاليه اثناء تكوينها تحت تأثير الجاذبيه , وبهذا ستكون خارطه كامله للكون منذ البدأ.

الأحد، 11 يوليو 2010

ما الذي تعنيه ”الجـِدَة Novelty“ ؟

يرتبط الذكاء مع الانفتاح على التجربة الجديدة. ولكن ما الذي تعنيه ”التجربة الجديدة“؟

أظهرت الأبحاث في علم نفس السمات Personality Psychology مراراً أن أحد عوامل السمات لنموذج ”العوامل الخمسة“ — الانفتاح على الخبرة — يرتبط إيجابياً إلى حد كبير (وإن بصورة معتدلة) مع الذكاء. فالأفراد الأكثر ذكاء أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة. إن التشابه والتداخل بين الذكاء والانفتاح يتضحان من حقيقة أن بعض الباحثين يدعون عامل السمات هذا “التفكر” بدلاً من “الانفتاح”.

يمكن للفـرضيـة تقديم تفسير واحد لكون الأفراد الأكثر ذكاء أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة، وبالتالي أكثر عرضة لالتماس الجـِدَة Novelty. فالذكاء العام تطور كتكيّف محدود بالمجال للتعامل والحل للمشاكل الجديدة تطورياً، لذا فمن المعقول جداً أن الأفراد الأكثر ذكاء، والأقدر على حل مثل هذه المشاكل، هم أكثر انفتاحاً على الكيانات والمفاهيم الجديدة التي قد تؤدي إلى حل مثل هذه المشاكل.

في ذات الوقت، فالفـرضيـة تشير لاحتمال الحاجة إلى صقل مفهوم الجـِدَة، والتمييز بين الجـِدَة التطورية (الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف)، والجـِدَة التجريبية (الكيانات والحالات التي لم يجربها الأفراد شخصياً في حياتهم الخاصة). ففي حين أن نموذج العوامل الخمسة لا يحدد أي نوع من الجـِدَة يكون الأفراد المنفتحون — ومن ثَمَّ الأكثر ذكاء — هم أكثر ميلاً لالتماسه، تشير الفـرضيـة إلى أن الأفراد أكثر ذكاء من المرجح أن يسعى للجـِدَة التطورية فقط، وليس بالضرورة للجـِدَة التجريبية.

على سبيل المثال، كل من على قيد الحياة في الولايات المتحدة اليوم قد عاشوا كل حياتهم في مجتمع أحادي monogamous صارم ، وعلى الرغم من الاستثناءات العرضية التي تصنع الأنباء، فإن قليلاً جداً من الأميركيين المعاصرين لديهم تجارب شخصية مع تعدد الزوجات. لذا، فالزواج الأحادي مألوف بالتجربة لمعظم الأميركيين، في حين أن تعدد الزوجات جديد بالتجربة. يجوز إذن لنموذج العوامل الخمسة التنبؤ بأن الأفراد أكثر ذكاء من الأرجح أن يكونوا منفتحين تجاه تعدد الزوجات باعتباره فكرة أو نمط حياة جديد تجريبياً.

على العكس، فالبشر متعددو زوجات بشكل طبيعي. تشير الأدلة المقارنة إلى أن أجدادنا قد مارسوا تعدد زوجات معتدلاً طوال التاريخ التطوري للإنسان. أما الزواج الأحادي المفروض اجتماعياً الذي لدينا اليوم في معظم المجتمعات الغربية فهو ظاهرة تاريخية حديثة نسبياً. لذا فإن تعدد الزوجات مألوف تطورياً في حين الزواج الأحادي هو الجديد تطورياً. سيكون للفـرضيـة بذلك أن تتكهن بأن الأفراد الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً للانفتاح على الزواج الأحادي وأقل عرضة لتعدد الزوجات. وفي الواقع، فإن الأدلة تشير إلى أن الرجال الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً لتقدير التفرد الجنسي من الرجال الأقل ذكاء.

وكمثال آخر، فلمعظم الأميركيين المعاصرين، الأسماء التقليدية المستمدة من الكتاب المقدس، مثل ”جون/حنّا“ و ”ماري/مريم“، هي أكثر أُلفة بالتجربة من أسماء غير تقليدية مثل OrangeJello و LemonJello. لذا فقد يتنبأ نموذج العوامل الخمسة بأن الأفراد أكثر ذكاء هم أكثر احتمالاً لتسمية أطفالهم بأسماء غير تقليدية مثل OrangeJello و LemonJello من الأفراد أقل ذكاء. أما من وجهة نظر الفـرضيـة ، فكُلٌّ من جون وOrangeJello هما جديدان تطورياً بنفس القدر، وذلك لأن الكتاب المقدس نفسه وكل الأسماء التقليدية المستمدة منه جديد تطورياً. لذا فإنه لا يُتوقع أن الأفراد الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً لتسمية أطفالهم أسماء غير تقليدية. في الواقع، لا يوجد أي دليل على الاطلاق على أن الأفراد الأكثر ذكاء من المرجح أن يفضلوا أسماء غير تقليدية لأطفالهم. إعطاء الأبناء أسماء غير عادية ربما يكون في الواقع دليلاً على انخفاض الذكاء.

تشدد الفـرضيـة على ضرورة التمييز بين الجـِدَة التطورية والجـِدَة التجريبية. ويمكن لها أن تفسر لماذا يكون الأفراد الأكثر ذكاء أكثر عرضة لالتماس الجـِدَة التطورية، ولكن ليس بالضرورة الجـِدَة التجريبية. كما تقترح أبعد أن يكون الترابط correlation المُثبَت بين الانفتاح والذكاء مقتصراً على الجـِدَة التطورية، وليس بالضرورة الجـِدَة التجريبية، ولكن المقاييس الحالية للانفتاح لا تعرض بشكل ملائم لهذا الاقتراح.


هذه المقالة هي ترجمة لمقالة د. كانازاوا What Does “Novelty” Mean?.

الجمعة، 9 يوليو 2010

الـفرضيـة، أو: لماذا يريد الناس ما يريدونه؟

ملاحظة: في هذه المقالة يستخدم د. كانازاوا عبارة ”The Hypothesis“ للدلالة على فرضيته التي يستنتجها هنا، وقد فضّلت ترجمتها إلى العربية هكذا: الـفرضيـة .. وسأستخدم هذه الكلمة لاحقاً في كل مقالاته القادمة.


السافانا.. منها بدأنا "كصيادين-لاقطين" وإليها نعود "للبحث عن أصولنا المنسية"


من أين تأتي قيم الأفراد وتفضيلاتهم؟ لماذا يريد الناس ما يريدونه؟ ما الذي يفسر أصل التفضيلات الخصوصية والقيم للأفراد؟

إن مشكلة القيم – أصلها والفروق الفردية – هي واحدة من المسائل النظرية التي لم تحل في العلوم السلوكية. الإجابة التقليدية للاقتصاديين على سؤال التقليدي القيم الفردية والتفضيلات هو: De gustibus non est disputandum. للأذواق لا يوجد تفسير، ولذا لا يقدر أحد أن يفسر التفضيلات الخصوصية والقيم للأفراد.

إني أعتقد أن علم النفس التطوري هو المفتاح لكشف منشأ التفضيلات والقيم الفردية. فمبدأ السافانا ينص على أن الدماغ البشري لديه صعوبة في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. ونظرية تطور الذكاء العام تشير إلى أن الذكاء العام قد تطور كتكيف نفسي محدد بالمجال لحل المشاكل الجديدة تطورياً. إن ترابطهما المنطقي يشير كفاءة مبدأ السافانا، ويفضي إلى فرضية جديدة حول التفضيلات والقيم الفردية.

فإذا كان الذكاء العام قد تطور للتعامل مع المشاكل الجديدة تطورياً، فإنّ صعوبة الدماغ البشري في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (كما يقترح مبدأ السافانا) ينبغي أن تتفاعل مع الذكاء العام، بحيث يكون مبدأ السافانا مؤثراً أكثر بين الأفراد الأقل ذكاءً من الأفراد الأكثر ذكاءً. فالأفراد الأكثر ذكاءً ينبغي أن يكونوا أكثر قدرة على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (ولكن ليس المألوفة تطورياً) من الأفراد الأقل ذكاءً.

وهكذا فإن فرضية تفاعل السافانا–نسبة الذكاء (سيشار لها لاحقاً ”بالـفرضيـة“ في هذه المدونة) تشير إلى أن الأفراد الأقل ذكاءً يجدون صعوبة أكبر من الأفراد الأكثر ذكاءً في الفهم والتعامل مع مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. في المقابل، الذكاء العام لا يؤثر على قدرة الأفراد على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات المألوفة تطورياً التي كانت موجودة في بيئة الأسلاف.

إن الكيانات الجديدة تطورياً التي يكون الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر قدرة على الفهم والتعامل معها يمكن أن تشمل الأفكار وأساليب العيش، والتي تشكل الأساس لتفضيلاتهم وقيمهم. سيكون من الصعب جدا على الأفراد أن يفضَّلوا أو يقيِّموا شيئاً ما لا يستطيعون فهمه حقاً. لذلك، مطبقةً على نطاق التفضيلات والقيم، فالـفرضيـة تشير إلى أن الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر احتمالاً من الأفراد الأقل ذكاءً لاكتساب وتبني التفضيلات والقيم الجديدة تطورياً التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف ومن ثمّ لم تكن لدى أسلافنا، ولكن ليس للذكاء العام أي تأثير على اقتناء واعتناق تفضيلاتٍ مألوفة تطورياً وقيمٍ كانت سائدة في بيئة الأسلاف.

في التدوينات القادمة، سوف أناقش بعض مترتبات هذه الـفرضيـة في مجالات مختلفة من الحياة، والأدلة التجريبية المتصلة بها.

الأربعاء، 7 يوليو 2010

كيف تطور الذكاء العام ؟

هكذا تطورت أجسادهم .. فكيف تطورت عقولهم؟


إذا كانت محتويات دماغ الإنسان محددة بالمجال، كما يزعم علماء النفس التطوري، فكيف يمكن لعلم النفس التطوري أن يفسر الذكاء العام، والذي يبدو عام المجال؟

يشير الذكاء العام إلى القدرة على التفكير بالاستنباط أو الاستقراء، أو على نحو تجريدي، استخدام القياس، تركيب المعلومات، وتطبيقها في مجالات جديدة. وهو مقياس لكيفية (وإلى أي مدى) تفكيرك، وليس معرفتك، رغم أن ما تعرفه يتأثر بذكائك.

مفهوم الذكاء العام يطرح مشكلة لعلم النفس التطوري. فعلماء النفس التطوري يقولون بأن دماغ الإنسان يتكون من آليات نفسية متطورة محددة بالمجال، والتي تطورت لتحل مشاكل تكيفية معينة (كمشاكل البقاء والتكاثر) في مجالات محددة. وهكذا، لدينا مثلاً آلية كشف الغش في مجال التبادل الاجتماعي، وجهاز اكتساب اللغة في مجال اكتساب اللغة الأم. تطورت الآليات النفسية المتطورة تعمل فقط في مجالها المعين. إذ لا يمكنك استخدام آلية كشف الغش لتعلم لغتك الأم أو جهاز اكتساب اللغة للكشف عن الذين قد ينتهكون عقداً اجتماعياً ضمنياً. ولكن إذا كانت محتويات دماغ الإنسان محدودة بالمجال، كيف يمكن لعلم النفس التطوري أن يفسر الذكاء العام، الذي يبدو عام المجال، وينطبق ويفيد في العديد من المجالات؟

إني أعتقد أن ما يعرف الآن باسم الذكاء العام ربما قد تطور في الأصل كتكيف محدد بالمجال للتعامل مع مشاكل جديدة تطوريا وغير متكررة. فالدماغ البشري يتكون من عدد كبير من آليات نفسية متطور ة محددة بالمجال لتحل مشاكل التكيف المتكررة، مثل مشاكل توفير الغذاء، واختيار الشريك. في هذا المعنى، لم يكن على أسلافنا حقا أن يفكروا لأجل حل هذه المشاكل المتكررة. فالتطور قد أنجز كل التفكير سلفاً، إن جاز التعبير، وجهّز الدماغ البشري بالآليات النفسية الملائمة، والتي تنتج فينا التفضيلات المناسبة، الإدراكات المرغوبة، والعواطف، وتحفّز السلوك التكيفي في سياق بيئة الأسلاف.

كل ما كان على أسلافنا فعله لحل مشاكلهم التكيفية اليومية هو اتباع ما تمليه تلك الآليات النفسية المتطورة والتصرف وفقا لما شعروا به، والسير وراء عواطفهم ومشاعرهم. نادراً ما كان التعقّل الواعي والمتعمد ضروريا لأسلافنا، لأن معظم مشاكلهم التكيفية كانت متكررة ومألوفة، وكانت لديهم حلول متأصلة في أدمغتهم.

حتى في أقصى ظروف الاستمرارية والثبات في بيئة الأسلاف، كانت هناك مشاكل عرضية يرجح أنها جديدة وغير متكررة تطورياً، الأمر الذي تطلب من أجدادنا أن يفكروا ويتعقلوا لأجل الحل. وربما قد تكون مشاكل جديدة تطوريا كهذه قد حصلت، على سبيل المثال:

1. البرق قد ضرب شجرة بالقرب من المخيم وأشعل النار فيه. النيران تنتشر الآن إلى الشجيرات الجافة. ماذا علي أن أفعل؟ كيف يمكن لي وقف انتشار الحريق؟ كيف يمكن لي ولعائلتي الخروج منه؟ (منذ أبدا بما أن البرق لا يضرب المكان نفسه مرتين ، وهذا ضمان أن تكون المشكلة غير متكررة).

2. نحن في وسط أقسى موجة جفاف خلال مائة سنة. المكسرات والتوت في أماكن تجمعنا الطبيعية، والتي عادة ما تكون وفيرة ، لا تنمو على أي حال، والحيوانات نادرة أيضاً. الغذاء ينفد منا لأن أيا من مصادرنا الطبيعية من المواد الغذائية لا يتوفر. ماذا يمكننا أن نأكل؟ وما هو الآمن للأكل؟ وإلا فكيف يمكننا توفير الغذاء؟

3. تسبب سيل مفاجئ في تضخم النهر لعدة أمثال عرضه العادي، وأنا محاصر على جانب واحد في حين أن فرقتي بأكملها على الجانب الآخر. ومن المحتم أن أنضم إليهم قريبا. كيف يمكن لي عبور النهر؟ هل يجب أن أمشي خلاله؟ أو ينبغي أن أشيد نوعا من المركبات الطافية وأستخدمها لعبوره؟ إذا كان الأمر كذلك ، فأي نوع من المواد علي أن أستخدم؟ الخشب؟ الحجارة؟

إلى حد أن هذه المشاكل الجديدة تطوريا وغير المتكررة، حدثت بتكرار كافي في بيئة الأسلاف (مشكلة مختلفة كل مرة)، وكانت لها آثار خطيرة كفاية لتؤثر على البقاء والتكاثر، فإن أي طفرات وراثية سمحت لحامليها بالتفكير والحُكم من شأنها أن يتم اختيارها، وما نسميه الآن “الذكاء العام” ربما قد تطور كتكيف محدد بالمجال في مجال المشاكل الجديدة تطوريا وغير المتكررة. ولأن مثل هذه المشاكل ليست ملامح متكررة في بيئة الأسلاف، ما من حلول متأصلة توفرت بالتكيفات النفسية الحاضرة.

من هذا المنظور، ربما لم يكن الذكاء العام مهما جدا – ليس أكثر أهمية من أي تكيف نفسي آخر محدد بالمجال – في أصله التطوري، ولكنه أصبح هاما بشكل شامل في الحياة الحديثة، فقط لأن بيئتنا الحالية هي تقريباً بالكامل جديدة تطوريا. النظرية الجديدة تقترح، والبيانات التجريبية تؤكد أن أكثر الأفراد الأذكياء هم أفضل من الأفراد الأقل ذكاء في حل المشاكل إن كانت المشاكل جديدة تطورياً. والأفراد الأكثر ذكاء ليسوا أفضل من الأفراد الأقل ذكاء في حل المشاكل المألوفة تطورياً، كما في مجالات التزاوج، الوالدية، والعلاقات بين الأشخاص، والعثور على المسار (إيجاد طريقك إلى البيت في غابة) ، إلا إذا كان الحل ينطوي على كيانات جديدة تطورياً. على سبيل المثال، الأفراد الأكثر ذكاء ليسوا أفضل من الأفراد الأقل ذكاء في إيجاد الرفقاء والحفاظ عليهم، ولكنهم قد يكونون أفضل في استخدام أجهزة المواعدة الحاسوبية. الأفراد الأكثر ذكاء ليسوا أفضل في إيجاد الطريق إلى البيت في غابة، ولكنهم قد يكونون أفضل في استخدام الخريطة أو جهاز ملاحة ساتلي (يقوم على السواتل: الأقمار الصناعية).

إني أعتقد أن العلماء والمدنيين معاً قد بالغوا بإفراط في أهمية الذكاء العام في الحياة اليومية. فالذكاء لا يساعدك مع المشاكل المهمة حقاً في حياتك، كالحفاظ على علاقة عمل ناجحة، كونك صديقا جيدا، وتربية الأطفال. إنه يساعدك فقط في حل المشاكل غير المهمة والجديدة تطورياً كالحصول على التعليم الرسمي، جني المال في اقتصاد رأسمالي، والتحليق بطائرة.


هذه التدوينة هي ترجمة لمقالة الدكتور ساتوشي كانازاوا، المنشورة على موقع Psychology Today

الأربعاء، 10 مارس 2010

أفعل ما تشاء فلا يوجد اله !.

أفعل ما تشاء فلا يوجد اله !.

الكثير من الأصدقاء حينما أناقشهم حول فكرة الإله وعدم جدواها بل هي فكرة لم يتم تقديم أي دليل يدعمها ، يقفز السؤال المكرر في كل مرة بان الاله والتدين يضعان الانسان بمعزل عن العبثية والاعتباطية في السلوك ، حتى ان احدى الزميلات في طبيعي صرحت بانها ترتبط بمتدين او مسلم لان الملحد لا امان معه ولايوجد شي يحكمه .

يقول ريتشارد داوكنز :

ان طرح السؤال بتلك الطريقة يبدو دنيئا وعندما يطرحه انسان متدين بهذا الشكل (والعديد منهم يفعل ذلك) تغمرني رغبة ملحة بالتحدي التالي : هل تعني ان تقول لي بان السبب الوحيد الذي تحاول لاجله ان تكون صالحا هو لتحصل على رضا الله ومكافاته او لتفادي غضبه وعقوبته ؟ هذا ليس اخلاقيا بل نفاق وتلميع للمظاهر فقط ، ان ترمق النظر لكاميرا المراقبة العظيمة في السماء او الميكروفون التجسس في راسك والذي يراقب كل حركاتك وحتى ادنى الافكار الطائشة في الرأس.

وكما قال اينشتاين : لو ان الناس صالحون فقط لخوفهم من العقوبة وطمعهم بالمكافأة فإننا صنف يؤسف لنا بالتأكيد.

يقول مايكل شيرمر: في كتابه علم الخير والشر بان مثل هذا التساؤل يضع حدا لكل أشكال النقاش لو وافقت على انك في غياب الله سوف تسرق وتغتصب وتقتل فانك شخص لا أخلاقي وعلينا فعلا ان نحتاط منك . ولو على الطرف الاخر لو وافقت ان تستمر في كونك صالحا حتى بدون وجودك تحت مراقبة السماء فانك تنقض زعمك بان الله ضروري لنكون صالحين ، اشتبه في ان كثيرا من المتدينين يفكرون بان الدين هو ما يدفعهم ليكونوا صالحين خصوصا اتباع احد فروع الايمان الذي يستغل بشكل منظم للشعور بالذنب وتأنيب الضمير.

ان الاله والتدين لم ينجحا في تعزيز عنصر الخير لدى الانسان فالكثير من الشرور ارتكبت على مذبح الاله وبيد أنبيائه الأصفياء ولا نتعجب من ذبح احد الأنبياء لابنه أو حتى مجرد التفكير بذلك ، العديد من المجازر والحروب كانت بسبب فكرة الاله .

الكثير من المتدينين ارتكبوا مجازر وجرائم دون ان يفعل الاله شيئا او حتى ان يعزز رقابتهم الذاتية والتي يزعم المتدينون بانها تمثل صوت الضمير الذي يقول للانسان قف فهذا خطا .
الحروب الاهلية الطائفية كلها ترتكب بمباركة من الاله وممثليه على الارض .
ان الإلحاد لايزيد من الدافع الأخلاقي لكنه متناغم مع المستوى الدراسي ومعدل الذكاء كما- اثبتت احدى الدراسات- ، فيجعله ابعد عن كونه منبثقا للفكر الاجرامي ، وطبعا لا انزه الملحد عن الاعمال الاجرامية ، لان السلوك هو تصرف شخصي فاعظم منظومة اخلاقية لايمكنها ان تزكي معتنقيها عن ارتكاب الجرائم .

لكن الدين بما هو منظومة مليء بالدوافع الاجرامية والدعوة للقتل وكما جاء في الديانات التوحيدية :

سفر التثنية، الإصحاح 20

10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ،

11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.

12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.

13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ ""فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ"".

14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، ""وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.""

15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.

إنجيل لوقا، الإصحاح 19

26 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.

27 أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، ""فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي""».

القرآن، سورة التوبة:

5 فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ ""فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ"" فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

29 ""قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ"" حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.

كملحد لن ارتكب شيء يضرني ، ولا يضر محيطي لاني جزء من هذا المحيط الذي يتمثل تارة بمجتمع وتارة بدولة وتارة بانسان . وانا اؤمن بان اي شيء اضيفه للاخرين فانه يوثر بي شخصيا لاني جزء من الاخرين يربطني بهم انتماء وطني او انساني .

هل لو ان الاله لم يكن موجودا ، هل تبقى البشرية تتقاتل ولا تضع قوانين ومواثيق لتنظيم حياتها ؟اشك بهذا بل اني متأكد انها تفعل ويكون حالها افضل من الان .
شكراً لقراءة المقال