من أين تأتي قيم الأفراد وتفضيلاتهم؟ لماذا يريد الناس ما يريدونه؟ ما الذي يفسر أصل التفضيلات الخصوصية والقيم للأفراد؟
إن مشكلة القيم – أصلها والفروق الفردية – هي واحدة من المسائل النظرية التي لم تحل في العلوم السلوكية. الإجابة التقليدية للاقتصاديين على سؤال التقليدي القيم الفردية والتفضيلات هو: De gustibus non est disputandum. للأذواق لا يوجد تفسير، ولذا لا يقدر أحد أن يفسر التفضيلات الخصوصية والقيم للأفراد.
إني أعتقد أن علم النفس التطوري هو المفتاح لكشف منشأ التفضيلات والقيم الفردية. فمبدأ السافانا ينص على أن الدماغ البشري لديه صعوبة في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. ونظرية تطور الذكاء العام تشير إلى أن الذكاء العام قد تطور كتكيف نفسي محدد بالمجال لحل المشاكل الجديدة تطورياً. إن ترابطهما المنطقي يشير كفاءة مبدأ السافانا، ويفضي إلى فرضية جديدة حول التفضيلات والقيم الفردية.
فإذا كان الذكاء العام قد تطور للتعامل مع المشاكل الجديدة تطورياً، فإنّ صعوبة الدماغ البشري في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (كما يقترح مبدأ السافانا) ينبغي أن تتفاعل مع الذكاء العام، بحيث يكون مبدأ السافانا مؤثراً أكثر بين الأفراد الأقل ذكاءً من الأفراد الأكثر ذكاءً. فالأفراد الأكثر ذكاءً ينبغي أن يكونوا أكثر قدرة على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (ولكن ليس المألوفة تطورياً) من الأفراد الأقل ذكاءً.
وهكذا فإن فرضية تفاعل السافانا–نسبة الذكاء (سيشار لها لاحقاً ”بالـفرضيـة“ في هذه المدونة) تشير إلى أن الأفراد الأقل ذكاءً يجدون صعوبة أكبر من الأفراد الأكثر ذكاءً في الفهم والتعامل مع مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. في المقابل، الذكاء العام لا يؤثر على قدرة الأفراد على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات المألوفة تطورياً التي كانت موجودة في بيئة الأسلاف.
إن الكيانات الجديدة تطورياً التي يكون الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر قدرة على الفهم والتعامل معها يمكن أن تشمل الأفكار وأساليب العيش، والتي تشكل الأساس لتفضيلاتهم وقيمهم. سيكون من الصعب جدا على الأفراد أن يفضَّلوا أو يقيِّموا شيئاً ما لا يستطيعون فهمه حقاً. لذلك، مطبقةً على نطاق التفضيلات والقيم، فالـفرضيـة تشير إلى أن الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر احتمالاً من الأفراد الأقل ذكاءً لاكتساب وتبني التفضيلات والقيم الجديدة تطورياً التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف ومن ثمّ لم تكن لدى أسلافنا، ولكن ليس للذكاء العام أي تأثير على اقتناء واعتناق تفضيلاتٍ مألوفة تطورياً وقيمٍ كانت سائدة في بيئة الأسلاف.
في التدوينات القادمة، سوف أناقش بعض مترتبات هذه الـفرضيـة في مجالات مختلفة من الحياة، والأدلة التجريبية المتصلة بها.
إن مشكلة القيم – أصلها والفروق الفردية – هي واحدة من المسائل النظرية التي لم تحل في العلوم السلوكية. الإجابة التقليدية للاقتصاديين على سؤال التقليدي القيم الفردية والتفضيلات هو: De gustibus non est disputandum. للأذواق لا يوجد تفسير، ولذا لا يقدر أحد أن يفسر التفضيلات الخصوصية والقيم للأفراد.
إني أعتقد أن علم النفس التطوري هو المفتاح لكشف منشأ التفضيلات والقيم الفردية. فمبدأ السافانا ينص على أن الدماغ البشري لديه صعوبة في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. ونظرية تطور الذكاء العام تشير إلى أن الذكاء العام قد تطور كتكيف نفسي محدد بالمجال لحل المشاكل الجديدة تطورياً. إن ترابطهما المنطقي يشير كفاءة مبدأ السافانا، ويفضي إلى فرضية جديدة حول التفضيلات والقيم الفردية.
فإذا كان الذكاء العام قد تطور للتعامل مع المشاكل الجديدة تطورياً، فإنّ صعوبة الدماغ البشري في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (كما يقترح مبدأ السافانا) ينبغي أن تتفاعل مع الذكاء العام، بحيث يكون مبدأ السافانا مؤثراً أكثر بين الأفراد الأقل ذكاءً من الأفراد الأكثر ذكاءً. فالأفراد الأكثر ذكاءً ينبغي أن يكونوا أكثر قدرة على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات الجديدة تطورياً (ولكن ليس المألوفة تطورياً) من الأفراد الأقل ذكاءً.
وهكذا فإن فرضية تفاعل السافانا–نسبة الذكاء (سيشار لها لاحقاً ”بالـفرضيـة“ في هذه المدونة) تشير إلى أن الأفراد الأقل ذكاءً يجدون صعوبة أكبر من الأفراد الأكثر ذكاءً في الفهم والتعامل مع مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف. في المقابل، الذكاء العام لا يؤثر على قدرة الأفراد على الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات المألوفة تطورياً التي كانت موجودة في بيئة الأسلاف.
إن الكيانات الجديدة تطورياً التي يكون الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر قدرة على الفهم والتعامل معها يمكن أن تشمل الأفكار وأساليب العيش، والتي تشكل الأساس لتفضيلاتهم وقيمهم. سيكون من الصعب جدا على الأفراد أن يفضَّلوا أو يقيِّموا شيئاً ما لا يستطيعون فهمه حقاً. لذلك، مطبقةً على نطاق التفضيلات والقيم، فالـفرضيـة تشير إلى أن الأفراد الأكثر ذكاءً أكثر احتمالاً من الأفراد الأقل ذكاءً لاكتساب وتبني التفضيلات والقيم الجديدة تطورياً التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف ومن ثمّ لم تكن لدى أسلافنا، ولكن ليس للذكاء العام أي تأثير على اقتناء واعتناق تفضيلاتٍ مألوفة تطورياً وقيمٍ كانت سائدة في بيئة الأسلاف.
في التدوينات القادمة، سوف أناقش بعض مترتبات هذه الـفرضيـة في مجالات مختلفة من الحياة، والأدلة التجريبية المتصلة بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق