أفعل ما تشاء فلا يوجد اله !.
الكثير من الأصدقاء حينما أناقشهم حول فكرة الإله وعدم جدواها بل هي فكرة لم يتم تقديم أي دليل يدعمها ، يقفز السؤال المكرر في كل مرة بان الاله والتدين يضعان الانسان بمعزل عن العبثية والاعتباطية في السلوك ، حتى ان احدى الزميلات في طبيعي صرحت بانها ترتبط بمتدين او مسلم لان الملحد لا امان معه ولايوجد شي يحكمه .
يقول ريتشارد داوكنز :
ان طرح السؤال بتلك الطريقة يبدو دنيئا وعندما يطرحه انسان متدين بهذا الشكل (والعديد منهم يفعل ذلك) تغمرني رغبة ملحة بالتحدي التالي : هل تعني ان تقول لي بان السبب الوحيد الذي تحاول لاجله ان تكون صالحا هو لتحصل على رضا الله ومكافاته او لتفادي غضبه وعقوبته ؟ هذا ليس اخلاقيا بل نفاق وتلميع للمظاهر فقط ، ان ترمق النظر لكاميرا المراقبة العظيمة في السماء او الميكروفون التجسس في راسك والذي يراقب كل حركاتك وحتى ادنى الافكار الطائشة في الرأس.
وكما قال اينشتاين : لو ان الناس صالحون فقط لخوفهم من العقوبة وطمعهم بالمكافأة فإننا صنف يؤسف لنا بالتأكيد.
يقول مايكل شيرمر: في كتابه علم الخير والشر بان مثل هذا التساؤل يضع حدا لكل أشكال النقاش لو وافقت على انك في غياب الله سوف تسرق وتغتصب وتقتل فانك شخص لا أخلاقي وعلينا فعلا ان نحتاط منك . ولو على الطرف الاخر لو وافقت ان تستمر في كونك صالحا حتى بدون وجودك تحت مراقبة السماء فانك تنقض زعمك بان الله ضروري لنكون صالحين ، اشتبه في ان كثيرا من المتدينين يفكرون بان الدين هو ما يدفعهم ليكونوا صالحين خصوصا اتباع احد فروع الايمان الذي يستغل بشكل منظم للشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
ان الاله والتدين لم ينجحا في تعزيز عنصر الخير لدى الانسان فالكثير من الشرور ارتكبت على مذبح الاله وبيد أنبيائه الأصفياء ولا نتعجب من ذبح احد الأنبياء لابنه أو حتى مجرد التفكير بذلك ، العديد من المجازر والحروب كانت بسبب فكرة الاله .
الكثير من المتدينين ارتكبوا مجازر وجرائم دون ان يفعل الاله شيئا او حتى ان يعزز رقابتهم الذاتية والتي يزعم المتدينون بانها تمثل صوت الضمير الذي يقول للانسان قف فهذا خطا .
الحروب الاهلية الطائفية كلها ترتكب بمباركة من الاله وممثليه على الارض .
ان الإلحاد لايزيد من الدافع الأخلاقي لكنه متناغم مع المستوى الدراسي ومعدل الذكاء كما- اثبتت احدى الدراسات- ، فيجعله ابعد عن كونه منبثقا للفكر الاجرامي ، وطبعا لا انزه الملحد عن الاعمال الاجرامية ، لان السلوك هو تصرف شخصي فاعظم منظومة اخلاقية لايمكنها ان تزكي معتنقيها عن ارتكاب الجرائم .
لكن الدين بما هو منظومة مليء بالدوافع الاجرامية والدعوة للقتل وكما جاء في الديانات التوحيدية :
سفر التثنية، الإصحاح 20
10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ،
11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.
12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.
13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ ""فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ"".
14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، ""وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.""
15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.
إنجيل لوقا، الإصحاح 19
26 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.
27 أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، ""فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي""».
القرآن، سورة التوبة:
5 فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ ""فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ"" فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
29 ""قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ"" حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.
كملحد لن ارتكب شيء يضرني ، ولا يضر محيطي لاني جزء من هذا المحيط الذي يتمثل تارة بمجتمع وتارة بدولة وتارة بانسان . وانا اؤمن بان اي شيء اضيفه للاخرين فانه يوثر بي شخصيا لاني جزء من الاخرين يربطني بهم انتماء وطني او انساني .
هل لو ان الاله لم يكن موجودا ، هل تبقى البشرية تتقاتل ولا تضع قوانين ومواثيق لتنظيم حياتها ؟اشك بهذا بل اني متأكد انها تفعل ويكون حالها افضل من الان .
شكراً لقراءة المقال