من الذي يمثل الإسلام
الدين حينما يكون نظاماً حياتياً ورؤية فلسفية، يجب أن يتجسد بأشخاص يمثلونه حتى نلاحق مقولاته سلباً أو إيجاباً . وذلك لأن دعوات تطبيق الدين الإسلامي انطلقت بشعارات من قبيل "الإسلام هو الحل" أو "الإسلام يقود الحياة "، وبُنيت على هذه الدعوات أحزاب وتكتلات إسلامية كثيرة .
ان الدين الاسلامي متشعب جداً، ففيه مذاهب كثيرة وكل مذهب يحتوي على قراءات متعددة ومختلفة بل متناقضة بأغلب الأحيان .
حتى ان داخل المذهب الشيعي هناك فرق متنوعة وأفكار مختلفة حول نظام الحكم: فمنهم من يصنفه كولاية للفقيه، وحتى هذه الولاية اختلفوا فيها كثيراً، ومنهم من يرى الشورى او الديمقراطية، ومنهم من لا يرى اي نظام للحكم في الاسلام بل هو نابع من منطقة الفراغ التشريعي ، بتعبير أخر ان الحكم هو خاضع للتجربة البشرية .
لقد قسموا الاسلام الى سياسي وثقافي وليبرالي وعلماني وتقسيمات كثيرة جداً، لكنني ساعول على ما كتبه مصطفى ملكيان في مجلة قضايا إسلامية معاصرة، العددين 24-25، فقد قال في صفحة 201 عن معاني الإسلام:
" الإسلام تارة النصوص الدينية والمذهبية المقدسة للمسلمين ، اي انه مجموع القرآن والاحاديث الصحيحة (وسوف نسميه هنا بالاسلام الاول) وتارة يعد الاسلام مجموعة الشروح والتفاسير والتبيانات والدفاعات الخاصة بالقرآن والأحاديث الصحيحة ، اي ان الاسلام هو نتاجات المتكلمين وعلماء الاخلاق والفقهاء والفلاسفة والعرفاء وغيرهم من علماء الثقافة الاسلامية (الاسلام الثاني). وأحيانا يعرّف الاسلام بوصفه جملة الممارسات التي صدرت عن المسلمين طوال التاريخ ، علاوة على الآثار والنتائج المترتبة على هذه الافعال (الاسلام الثالث).
... كل هذه القراءات والفهوم يمكن تلخيصها في وقتنا الراهن بثلاث تيارات كبرى: الاسلام الاصولي (Fundamentalist) والاسلام الحداثي (Modernist) والاسلام التقليدي (Traditionist). "
ان ما يطرحه ملكيان هنا يمكن تسميته بإسلام النصوص، وإسلام القراءات البشرية للنصوص، واسلام السلوك والممارسات. وهذه قسمة تشمل الإسلام ككل، لان اي تقسيم للإسلام يندرج تحت إحدى هذه العناوين أو أكثر .
ان ما نراه اليوم تحت اسم الدين من إرهاب وقتل ومصادرة حقوق الأقليات ورفض الفكر الاخر وانتهاك لحقوق الانسان والتخلف في المجتمعات الاسلامية جعل العديد من الناس تبحث عن موطن الخلل، وانطلقت ثلاث فرضيات تشخص هذا الخلل هي:
الفرضية الاولى: ان الخلل في التطبيق اما الدين كنص مقدس فلا غبار عليه ، ولو ان المجتمع قد طبق الدين حرفيا لوصل الى سعادته المنشودة وغاياته المعهودة .
الفرضية الثانية: ان الخلل في فهم العلماء للنصوص الدينية ، فهم مختلفون باتجاهات ومقاصد كثيرة بل ان القراءة البشرية للنص تختلف باختلاف منظري الدين نفسه ، بكلام اخر: ان الخلل هو بالمنهج السائد بتفسير النص الديني وليس في الدين نفسه كما تنص الفرضية الاولى .
الفرضية الثالثة: ان الخلل في الدين نفسه ، مثلا ان مشكلة الاسلام هو الاسلام نفسه لانه نص ثابت وغير تفاعلي ، ولم يحل مشاكل القوم الذي فرضه نفسه عليهم ، بل ان قائدته الاوائل لم تخلو حياتهم من مشاكل يمكن حلها بواسطة ابسط سياسات وطرق حل النزاع بعالم اليوم ، انها نصوص تخالف ما يثبته العلم الحديث ، بمعنى ان النص الديني لا يتناسب مع تطورات وتحديات عالم اليوم .
الفرضية الثالثة: ان الخلل في الدين نفسه ، مثلا ان مشكلة الاسلام هو الاسلام نفسه لانه نص ثابت وغير تفاعلي ، ولم يحل مشاكل القوم الذي فرضه نفسه عليهم ، بل ان قائدته الاوائل لم تخلو حياتهم من مشاكل يمكن حلها بواسطة ابسط سياسات وطرق حل النزاع بعالم اليوم ، انها نصوص تخالف ما يثبته العلم الحديث ، بمعنى ان النص الديني لا يتناسب مع تطورات وتحديات عالم اليوم .
وقبل ان اختبر هذه الفرضيات فاني انطلق من مسبقات قمت باختبارها اثناء رحلتي الطويلة بدراسة الدين وساتطرق لها بقادم المقالات ، بان الدين الاسلامي يمثله محمد الرسول فقط ، وكل شخص ياتي بفهم مختلف فانه يعدل بهذا الدين وبها يكون عندنا أديان مختلفة وان تشاركت بالاصول لكنها اختلفت بالفروع .
ان من ينسخ تجربة محمد بحذافيرها يكون مطبقا حقيقياً للدين الاسلامي وخير من يجسد هذا الامر هم السلفية الوهابية .
وباختبار الفرضيات نجد ان فرضية ان الخلل في التطبيق لاتنسجم مع التطبيقات المختلفة للدين ، فنحن نعرف ان المجتمع يطبق الدين ويحرص على تأدية شعائره. بل ان التطبيقات المختلفة دليل ان الخلل ليس فيها ، فالامر مشابه لقضية الدواء والاستخدام الصحيح للدواء ، فحينما لا نجد ان الدواء قد حقق الفوائد المرجوة نقع تحت افتراضين او اكثر: اما ان الخلل بالدواء نفسه او الخلل باستخدام الدواء، إذ لم يستخدم المريض هذا الدواء وفق تعاليم الطبيب. لكن والحال بان هناك مليار مريض يتناول الوصفة الطبية بطرق مختلفة، فهذا يؤكد بان الخلل ليس بالتطبيق بل بالدواء نفسه او بالتشخيص . فالخلل الان انحصر اما في فهم المنظرين للنصوص الدينية، وهنا يمثلون المشخص في مثال الدواء، او الخلل في نفس الدواء ، وهو متجسد بالدين .
كذلك لو كان الخلل بالمسلمين وان الاسلام لايعرف من خلال المسلمين فهو إيديولوجيا غير عملية، لأنهم إن اعتبروه نظاماً فينبغي أن يكون صالحاً للتطبيق وصديقاً للمستخدم، ودعواهم أنه لا يعبر عنه من آمن به تعني أنه ليس صالحاً للاستيعاب ولا صديقاً للمستخدم.
الفرضية القائلة بان الخلل في فهم العلماء للدين غير صحيحة ، لانها لا تتوافق مع مبدا "ان الاسلام يقود الحياة" او انه اطروحة تتمثل بالسلام الدائم والسعادة المتناغمة مع اهداف البشرية: لانهم اما ينتظرون مصلحا غائبا او يولد بعد حين ، فلا يعطون نموذجا للقيادة. فبالتالي اعتراضهم على الانظمة الارضية والبشرية لا يمت للواقع بصلة لانهم لا يملكون البديل ، كذلك لو تمت فرضية ان الخلل بفهم العلماء للدين ، فلن يكون هناك مطبق حقيقي للدين وسيضيع الدين هباءً منثوراً.
وهناك بعض من المنظرين لتجديد الدين، يقولون بان الخلل في العلماء ويطرحون حلول ومناهج بديلة لفهم الدين ، ونفس فرضيتهم تنطبق عليهم، وكذلك يقال: ان تنظيرهم مُحدث عن الدين الاصلي فيمثل نسخة معدلة وليست نفس النسخة ، وهي دوما ما تكون نتيجة الظروف الراهنة او ضغوطات الامر الواقع ، وان كان العلماء لا يفهمون الدين حق فهمه فمن الذي فهم ومن الذي يساله الناس عن الدين، وفقاً لأمر القرآن: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ؟
وهناك بعض من المنظرين لتجديد الدين، يقولون بان الخلل في العلماء ويطرحون حلول ومناهج بديلة لفهم الدين ، ونفس فرضيتهم تنطبق عليهم، وكذلك يقال: ان تنظيرهم مُحدث عن الدين الاصلي فيمثل نسخة معدلة وليست نفس النسخة ، وهي دوما ما تكون نتيجة الظروف الراهنة او ضغوطات الامر الواقع ، وان كان العلماء لا يفهمون الدين حق فهمه فمن الذي فهم ومن الذي يساله الناس عن الدين، وفقاً لأمر القرآن: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ؟
اما فرضية ان الخلل في الاسلام فهذا هو الواقع ، فان مشكلة المسلمين هي الاسلام نفسه ، من خلال نصوصه الثابتة والتي لا تتناغم مع طبيعة مجتمع زمن محمد فكيف بزماننا الحالي. فهو الوحيد الذي كان يقطع يد السارق دون غيره من التجمعات البشرية، ونصوصه تخالف العلم كثيراً ولا ترتقي لبناء نظام سياسي حالي يتوافق مع تحديات عصر العولمة والتسابق في رفاه الشعوب وسعادتها، او التقدم العلمي من خلال تملك الموارد الثمينة والتقنيات الحديثة ، واستخدامها بافضل صورة مناسبة .
والسؤال لكل من يخالفني وجهة النظر : من هو الذي يمثل الإسلام ؟
شكراً لقراءة المقال
ستيف
شكر على الموضوع وبالفعل الخطاء من الاساس وليس مما يدعون ان الخلل في المسلمين او في رجال الدين
ردحذفوالخل هذا بداء من زمن محمد والى يومنا هذا لم نجد زمن يكون الاسلام فيه ناجحا بالعكس كلما تدخل الدين
تفاقمت المشاكل وكلما ابتعدت كلما برزت براعم النجاح
والمدنيه والحريات
ولا اعرف ايظا اذا كان المسلمين لا يمثلون الاسلام فمن يمثل الاسلام هل الهندوس ام المسيحين ام المريخين
واذا لا يوجد هناك تمثيل من بين مليار ونصف مسلم وعشرات المذاهب وعلى مدة الف واربعمائة عام
اليس دليلا كافيا ان هذا الدين فاشل
وشكرا لك
شكرا للمقال.
ردحذففي الحقيقة أن التاريخ كله طوال 1400 سنة يثبت عدم وجود دين إسلامي تتفق الناس حوله. منذ وفاة محمد مقتولا بالسم خاض رفيقه أبو بكر حربا شعواء ضد الناس الذين رغبوا بترك الإسلام. الصحابة ذبحوا بعضهم وانقسم الإسلام كما تقول إلى مذاهب وفرق وشيع وسنن ومعتزلة وأشاعرة وقدرية لأن القرآن نفسه حمال أوجه كما قال علي بن أبي طالب.
عظمة الإسلام وهمية والسبب غباء المسلمين الذين يتم مسح عقولهم منذ الطفولة بعقيدة الإسلام، ثم يمارس عليهم التعتيم الإسلامي في مناهج الدراسة وجميع وسائل الإعلام.
لا حل إلا بتفكيك سذاجة الإسلام وتهافت معتقداته وتنافيها مع العقل السليم.
وأخيرا ملحدون في وطني المتخم بالأنبياء و الكتب المقدسة التي وقعها الله دون ان يقرأها
ردحذفعصر العقل قادم لا محالة
تحية الحادية عقلية خالية من اساطير سومر و يهوه و لقيط الناصرة و خاتم الكذابين