الثلاثاء، 26 يناير 2010

كيف تعرف الدين الصحيح؟ ــ من مقالات الأستاذ إنكي

يوفر هذا المقال رؤية جديدة ومميزة لعملية "البحث عن الدين" ، ويكشف عن طريق التتبع المنطقي لخطواتها عن انطوائها على الدور المنطقي (من خلال اعتماد الباحث عن الدين على معايير دينية أصلا) أو لزوم ما لا يلزم (إذ يقيد الإنسان نفسه بدين ما، وصل إلى اعتباره حقاً من خلال معايير عقلية وبديهية يعتقدها صحيحة وثابتة، في حين أنه لا يقتصر على التقيد بالمعايير نفسها).
نشر هذا المقال لأول مرة في هذه الصفحة: http://tabee3i.com/topic/2887-كيف-تعرف-الدين-الصحيح؟/.

* * *

يحيرني كيف ان الكثيرين يجعلون غاية حياتهم هي معرفة ما هو الدين الصحيح، وما هي الطائفة "الناجية" .. ولكن دعونا نفكر بالخطوات اللازمة التي بواسطتها ستصل الى "الدين الحق".

انت اولاً يجب ان تطلع على الاديان والطوائف بنفسك؛ لأن الاطلاع على الاديان عبر كتب النحل والملل وما شابه هو مخاطرة غير مأمونة، لانك لا تعرف فيما اذا كان المؤلف اميناً في نقله او متحيزاً لطائفة معينة ضد اخرى. فالأسلم لك هو ان تقرأ كتبهم نفسها وتترك الكتب التي تتحدث عنهم خوفاً من التحيز.

ثانياً يجب ان يكون عندك مقياس تقرر به هل هذا المعتقد، او هل هذا الحكم او الامر، صحيح وحق او خطأ وباطل.
وهذا المقياس لا يمكن ان يكون معتمداً على قواعد مستلة من دين معين، لانها اذا كانت كذلك فسينتهي بك الحال مصححاً ومؤيداً لمعتقدات ذلك الدين الذي استللت منه فهمك للحق والباطل، وانت بهذا تكون كمن يدور في حلقة مفرغة، انت بهذا تصادر على المطلوب. لان المطلوب منك هو ان تجد الدين الحق، بينما انت منذ البداية فرضت ان معتقدات واوامر دين معين صحيحة. فاذاً يجب ان تكون عندك موازين "لادينية" او لنقل عقلانية او بديهية، تقرر بها هل هذا الدين صحيح او لا، وهذه الموازين لا يمكن ان تكون مأخوذة من دين.

وغاية ما سيؤول اليه بحثك هو انك ستجد دين متوافق مع قواعدك العقلية التي فكرت بها قبلاً، فعلى سبيل المثال: لو انك وجدت ديناً يحض على الظلم فانت سترفضه، لان هذا الدين يخالف الميزان الذي وضعته للدين الحق الذي ينص على انه لا يمكن ان يكون الظلم حقاً.


واذا كان الحال هو هذا، فما حاجتك للبحث عن الدين ؟ اذا كان غاية ما تصل اليه هو نفس ما عندك اصلاً، اذا كان عندك قواعد وموازين عقلية تميز بين الحق والباطل فما حاجتك للدين ؟ انت تعرفها منذ البدء.


لماذا تحتاج الدين ؟ ولماذا تتبع امراً كنت انت من اعطيته الشرعية لما قلت انه الدين الحق ؟ افليس الاحق بالاتباع هو واهب الشرعية بدلاً من الموهوب اليه ؟

الأحد، 17 يناير 2010

فوبيا الموتى المقدسين

صورة لمقبرة وادي السلام في محافظة النجف العراقية



فوبيا الموتى المقدسين




الموت هي الكلمة الاكثر صعوبة في تفهمها لدى الانسان ، انها كلمة من أجلها تم أختراع الاديان و ملحقاتها من طقوس وقرابين تقدم للاله ، كان البشر في قديم الزمان يقدمون الضحايا والقرابين من نساءٍ واطفالٍ وحيوانات للالهِ حتى يأمنوا شرها ، ان البشرية بصورةٍ عامة تقدسُ الموتى وتهتمُ لإمرهم أكثر من إهتمامها للاحياء ، وهذا المعنى مؤكد جداً في المجتمع العراقي ، فهم يقدسون الأموات دون الاحياء ، فالميت كائن مقدس لايمكن ان نذكر شخصهُ بسوءٍ وكما قيل في التراث الديني (إذكروا حسنات موتاكم ) بينما الامر عكس ذلك عند الاحياء ، والميت يحلف به الناس ولايكذبون باسمه خلافاً للحي الذي لا احد يقسم به او يذكره في القسم والحلفان ، لهذا نجد الناس تكذب بقسمها بالله ولا تفعل هذا عند قسمها بالموتى المقدسين كالعباس بن علي واهل بيت محمد رسول الاسلام عموما ، حينما نمرض لا احد يهتم لنا الا قليلاً ربما العراقيون يزورون المرضى لكن لايعطلون اعمالهم من اجل عيادتهم خلافا للموتى فهم يلتهون بحضور العزاء لمدة ثلاثة ايام وهذا تعبيراً منهم لاحترام الميت ، ان الاعراس لدينا ليوم واحد اما مجالس عزاء الموتى فتكون 3 الى 7 ايام تلحقها يوم السبعة والاربعين ودورة السنة ، ان الموتى قد أخذوا جانب مهم من وقتنا رغم ان هذا الوقت لو كرسناه للاحياء لكانت النتائج افضل ।



حينما يحتاج الحي الى بعض الاموال لسد رمق عيشهِ لن يجد المساعدة الا نادراً اما الميت فالجميع يرغب بالمساهمة لعمل مجلس العزاء والفاتحة وذبح القرابين تخليداً لذكراه .

اننا نصنع قبور بهندسة حديثة كقبور المرمرِ او السراديبِ او المراقدِ بينما الحي لا احد يهتم لحالهِ الا قليلاً ، اعرف عائلة ترغب ببناء مرمر على قبر جدهم بينما الجد حينما كان حياً لم يعطوه الا فراشاً ولحافاً !।

جرب وانظر الى جنازة فوق سيارة تسير بشوارع بغداد ، وشاهد حالة الهيبة عند الناس وكيف يلقون التحية على الميت ، اما الحي فلا احد يكترث لامره !।


http://www.alriyadh.com/2005/12/01/img/012467.jpg

تشيع لجنازة في الفلوجة




وإذا دخلت الى اي منزل من منازل بغداد ستجد صور الموتى في كل زاوية اما الاحياء فصورهم معدومة وربما معلقة لكن ليست بترتيب صور الموتى .

في كل خميس يعمل الناس ثواب من طعام او فواكه على روح الميت ، رغم انه حينما كان حياً لا احد يجلب له هذه الاشياء .

قبل سنوات كثيرة اصاب بغداد مرض الطاعون ، والجثث ملئت الشوارع ومع هذا فالناس تهتم بتجهيز الميت على اكمل وجه رغم خطورة هذا الامر فهو يسبب نشر العدوى خصوصا ترتيبات التغسيل والتكفين ، والتي يحرم منها الحي ، فلا احد يهتم بنظافة المشردين او ايواهم بينما نسرع لدفن الموتى وتغسيلهم ووضع الحنوط والطيبات بين اكفانهم ।




حينما تلعن الحي ، لن يكون الامر خطيراً لكن الويل لك ان شتمت ولعنت الاموات ، ستصابك اللعنة وينتهي بك المطاف في المستشفى وفي راسك الضمادة جراء الضرب المبرح الذي تعرضت له .

حتى عند المؤسسات الثقافية فهي تكرم المبدعين الموتى اكثر بكثير من الاحياء ولا تحتفل بهم دوما ، خلافا لمن رحل عن هذه الدنيا


انها معادلة واضحة بان الناس تقدس الموت وتخشاه لانه مجهول بالنسبة لهم ، ان قضية الموت والمجهول المصاحب لها ، كانت سببا لنشوء الاديان والفلسفات الاخرى التي تقدم القرابين والاضحيات من اجل الراحة النفسية



الم يأن الاوان لنقدس الحياة بدل الموت ، فالاحياء اولى من الموتى الذين انتهت مرحلتهم وهم الان في راحة من كل شيء.

السبت، 16 يناير 2010

لماذا نتبع الاديان؟


لمذا يتبع الانسان الاديان وفق النظريه الغائيه؟




كنتيجه حتميه للانتخاب الطبيعي توفرت بدماغ الانسان ميزات حافظت له على البقاء, وهي توقع التصرفات , وهي كما صنفها الفيلسوف دانييل دينيت في المبدأ الغائي.



دينيت صنف طريقة تعرف البشر على تصرفات محيطهم , سواء كان ذلك المحيط يمثل حيوانات , الات , او حتى تصرفات البشر انفسهم, وهي كما صنفها مبادئ ثلاثه:


1.المبدأ الفيزياوي:وفق هذا المبدأ يقوم دماغك بالتحليل الفيزيائي للمؤثر ويقوم بالتقرير وفق نتيجة ذلك التحليل , مثلا لو رأيت جسم ساقط باتجاهك , فان دماغك سيقوم بالتحليل وفق المبادئ الفيزيائيه البسيطه , ليقرر ان هذا الجسم يتجه باتجاهك , وبذلك يقوم دماغك بامر جسمك بالابتعاد لتجنب الخطر.
هذه الحااله مفيده لكن ليست في كل الاحيان, فالدماغ ليس بامكانه التحليل الفيزيائي بسرعه كافيه لكافة الاشياء حوله , فربما سيأخذ منك فهم المبدأ الفيزياوي لعمل المسدس وقتا اكثر من الذي تملكه لو وجه باتجاهك.


2.المبدأ التصميمي:وفق هذا المبدأ يقرر الدماغ التصرف وفق نتائج موضوعه سابقا , ففي مثالنا السابق , الدماغ يعرف بأن المسدس يمثل تهديدا للحياه , حتى لو لم يعرف الية عمله , ولنفس الشيئ , فأن الدماغ يتوقع ان يعمل التلفاز اذا وصلته بالتيار الكهربائي وضغطت زر التشغيل , من غير ان يعرف الكيفيه التي عمل بها , وهذا يوفر عليه جهد كبير في التحليل وفق المبدأ الفيزياوي.
*لايهم المبدأ التصميمي كون المؤثر ناشئ نتيجة فعل عاقل او فعل غير عاقل , الامر الذي يهتم به هو وجود تصميم.


3.المبدأ الغائي:وفق هذا المبدأ , يفسر الدماغ كل الاشياء التي حوله على انها تملك غايه , بغض النضر عن مبادئها الفيزياويه او التصميميه , فأن الجسم الساقط بأتجاهك –غايته- الاصطدام بك , وهذا التفسير موجود منذ نعومة اضفار البشر , وقد افاد البشر كثيرا اثناء تطورهم , فلكل شيئ حولهم غايه او هدف , فعندما يهاجمك حيوان مفترس , فانت لاتهتم بجزيئاته وضغط دمه"القصد المبدأ الفيزيائي",او الطريقه التي ركبت بها عضلاته ليمتلك القوه لكي يقتلك وبتصميم اسنانه "المبدأ التصميمي" بل الذي يهمك هو ان لهذا الحيوان الغايه على اكلك , لذلك يعطي الدماغ الايعاز بالخوف والهرب.
*المبدأ الغائي لايفرق ايضا بين المؤثر الواعي والمؤثر غير الواعي.







ولو قمنا بتفسير الاقتناع الديني فأننا سنصل لنتائج مرضيه جدا , فالشهب مثلا , والتي هي علميا ليست سوى كسور من مذنبات ونيازك تطوف في الفضاء , وفي عقل الانسان البدائي , يجب ان يكون لها غايه , وهنا يضهر الدين كمفسر لها:
"كانت رجوما للشياطين"



فهنا يملأ الدين فراغا لم يستطع التفسير التصميمي او التفسير الفيزيائي ملئه "في وقتها", واصبح الملائكه يرمون الشياطين بالشهب لكي تحرقهم , والشياطين اذ تصعد الى السماء "غايتها" هي الاستماع لاحاديث الملئ الاعلى.
اما الملائكه "فغايتها" حماية الملئ الاعلى من تصنت الشياطين, ولو نتتبع هذه السلسه سنرى ان الدين قد وفر تفسيرات"اقل مايمكن القول عنها وفق التفكير الحالي بأنها سخيفه" حول اللماذا.
وهكذا نرى ان الدين ارضى التفسير الغائي للدماغ,اما الان ونحن نعرف التفسير الفيزيائي لها , فالدماغ لايعطيها اي مساحه او اهتمام, فهي وفق التفسير الفيزيائي ليست بذات اهميه او مضره للانسان.





نفس التصورات نراها تملأ الاديان , حول اسباب الكسوف والخسوف , فهي"غايتها" في الاسلام , معجره من الله , يريد "غايته" ان يرينا معجزاته , فهو يحرمنا ببساطه من مصدر الضوء والدفئ ليرينا قدرته.
مالذي علينا فعله؟
الصلاة والدعاء له, والاعتراف بانه القوي والقادر.
وقد استغل الدين اكثر سؤال طرح في ذهن البشريه يتعلق بالغايه يوما , وهو الوجود , فكم من مرة تقرأ عن سر الوجود , ولماذا نحن موجودون.
بالتأكيد الدين كان حاضرا وبقوه هنا , فبينما يرى الانسان ان وجوده في بيئته هو امر محير , فمالذي يمثله الانسان لو قورن بما حوله؟
ونحن اذ نتكلم هنا , نتكلم عن انسان لم يكن يمتلك من المعرفه سوى النزر اليسير الذي لم يكن ليشفي غليله من كم الاسأله المطروحه حوله , فلماذا هو موجود , ولماذا يموت الناس؟ ولماذا يمرض هو ولا امرض انا؟ لماذا هو ني وانا فقير؟
هنا وجد الدين كمتنفس لهذه الاسأله , واعطى اجوبه لتفسر , فاحتاجت الى تفسير , فانت خلقت لأن الله اراد ان يخلقك "الغايه" يرد ان تعبده "الغايه" وحده يعلم , فهو خالق كل شيئ ولامكننا فهمه.
لماذا نموت"الغايه" الله خلقك ويريد ان ينهي حياتك ليبدأ بمحاسبتك "الغايه" وحده يعلم , فهو خالق كل شيئ ويمكننا فهمه.
واسألة الغايه لايمكن ان تنتهي , لكن الدين وجد ايضأ ثغره بهذا التصور , فالله موجود في نهاية هذه السلسه , وهو يملك غايه "هي موجوده"ولكن لايمكن ادراكها من قبل العقول الفانيه.



كل الذي فعله الدين هو ايصال التفسير الغائي الى الموقع الذي لايمكن التقدم بعده , لقد اوصل التفكير الى نهايه مسدوده , اما العلم فهو يفسر كل الامور بطيرقه تجريبيه ليوصل الدماغ الى معرفه فيزيائيه او على الاقل تصميمه لما يحدث حوله.




الثلاثاء، 12 يناير 2010

عصمة الأنبياء، وأخطاء السماء

ماذا لو تناقضت النبوة البشرية مع الحكمة الإلهية؟


ــ ماذا ساستفيد من قراءتي للموضوع؟

ساثبت لك ان الله قد اخطأ في الطريقة التي اتبعها ليعرف الاخرين بوجوده "الانبياء - محمد مثالا"

ــ وكيف ذلك؟

قبل قراءة هذا الموضوع الرجاء قراءة موضوع: مغالطات في صفات الخالق الاسلامي , لان موضوعي هذا مبني عليه , بل يمكنني القول انه احد تطبيقاته.

= - = - =

اعتمد الخالق الابراهيمي - وهو الاسم الذي يطلق على الديانات الاكثر شيوعا في العالم , والتي تحمل مبادئ مشتركه ابتدأ بها , واستمرت لموسى وأنبياء اليهود , ثم الى المسيح , لتنتهي بمحمد - منظومة اختيار بعض البشر وفق شروط مجهوله يرتأيها هو , ليخاطب الناس من خلال هذا المختار فيدلهم كيف يعبدوه .

وفي موضوعي هذا ساعتمد النبي محمد كمثال , لانه الاقرب الى ثقافتي ولانني اكثر اطلاعاً على نصوصه. مقارنة ببقية نصوص مدعي النبوات .

= - = - =

الرب الابراهيمي وجه مرارا الى وجوب طاعة الانبياء لانهم مرسلين لنا من قبله , وبطبيعة الحال سيتكلمون نيابة عنه , وسينقلون لنا اوامره , ولانها اوامر الله المستحق الطاعة , فيجب ان نطيعهم.


الخالق , يجب ان يكون معصوما عن الخطأ - والعصمة لمن لايعرفها : معناها ان الله لا يخطأ ابدا بأي من تصرفاته - لانه , وكما وضحت في الموضوع السابق , اذا افترضنا أنه موجود وقد اخطأ , فقد ثبت عدم وجوده (لانهيار الافتراضات التي وضعها الدينيون حول وجوده , وتملكه للصفات التي نسبوها له)


اما الانبياء فهم يجب ان يكونوا معصومين عن الخطأ باحدى شقين:


1. العصمه عن الخطأ في الدعوه الدينية.

يجب ان يمتنع الانبياء عن الخطأ في في مجال الدعوه الدينية شرطا , لان الدعوه الدينيه "مثل القرأن" تعتبر وسيلة الهداية في الفكر الديني , ولو وجد بها اي خطأ لكانت كتاب ضلال وتشويش وليس هدايه.

بالاضافة الى وجوب كون الانبياء ناقلين لهذه الدعوه , لا مبتكرين لها , لانهم لو كانوا مبتكرين لها لما كانت من الله , ولو كانت من الله وتم ايجاد خطأ فيها فهذا يعني ان الخالق قد اخطأ , ولايمكن ان يخطأ الخالق ابدا, لان هذا ينافي صفة الالوهيه.

2. العصمه عن الخطأ في حياتهم بصوره عامة.

كما نعلم ان الانبياء هم بشر مثلنا , كل منهم لديه حياته الخاصه , فهم يعملون ويتزوجون , ويزرعون ويتاجرون - ما خلا بعض الانبياء, وقد ذكر لنا التراث الديني مثالا لهم "الخضر" , وهو الوحيد الذي يمكن ايجاده في التراث الاسلامي - خصوصا - ليس هنالك فروق بين حياته الدعويه وحياته كبشر.

امتلاك الانبياء للعصمة عن الخطأ في حياتهم العامة امر غير مقبول بتاتا , فالعصمه عن الخطأ صفه غير قابله للمقارنه , ولو كانت تصرفاتهم كلها معصومه عن الخطأ فهذا يعني انهم متساوين بالخالق في هذه الصفه , وهذا اسقاط لفكرة الخالق , لكن هذا مانجده مطبقا في الفكر الديني.

= - = - =

يقول الله في القرأن: " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا " - سورة الأحزاب, الآية 21.


نلاحظ عدم وجود تخصيص في امر الاقتداء بالامور الدعويه , فهو يطلب من المؤمنين الاقتداء بمحمد في كافة تصرفاته "ما عدا التي خصصت له حصرا", اي ان الله امر بان يقتدي المؤمنون بالنبي في كل تصرفاته .


المشكله في الطرح السابق هو ان الله لايمكن ان يأمر بشيء ويكون مخطأ في امره , اي ان اوامر الله يجب ان تكون صائبه , وبما انه امر بان نقتدي بالنبي ونتخذه أسوة جملة وتفصيلا , فهذا معناه ان النبي مصيب في حياته جملة وتفصيلا.


بمعنى اخر "النبي معصوم عن الخطأ"

= - = - =

ووفق هذه النتيجه الاخيره , يمكننا بكل ثقه استنتاج التالي:

1. النبي متساوي مع الله في عصمته عن الخطأ , وهذا يسقط فكرة كمال الصفات "راجع موضوعي السابق: مغالطات في صفات الاله الاسلامي ".

2. اذا ثبت خطأ النبي في حادثة معينه مؤكده , فهذا يثبت خطأ الاله الذي كلفه اولا.

3. اذا تم تخصيص خطأه بحادثة معينة برواية صحيحه, وشكك المدافعون في نقل هذه الرواية حصرا. فسيمكننا ذلك من نقد جميع المنقولات لانها من نفس المصدر.



*ساخصص للنتائج المترتبة على هذه التصورات موضوع منفصل في وقت اخر.


شكرا لكم.


الأحد، 10 يناير 2010

موس أوكام، والله في الإسلام

كيف تستغل الحجج اللاهوتية ضد فكرة الله؟


في ساحة الفلسفة والعلم، هناك العديد من القواعد المبنية على "الحس المشترك" ـ أي المعارف الأساسية التي يتفق عليها كل إنسان عاقل، ولكنها لا تُطرح غالباً بصيغة قريبة للمتلقي العادي، الذي لا يُشترط فيه التخصص.

ومن هذه القواعد المهمة، "قاعدة التقتير" المشهورة باسم "موس أوكام Occam's Razor"، نسبة للقس الفرنسسكاني "وليم الأوكامي William of Ockham" الذي عاش في إنكلترا خلال القرن الرابع عشر، الذي سيطرت فيه "الفلسفة المدرسية" على غرف المدارس والأديرة كما في عقول القاطنين فيها، وكان صديقنا "وليم" أحد منظّريها الممتازين.


William of Occam


نشأت هذه الفلسفة كردة فعل "تحسسية" على مؤلفات ابن رشد التي أعادت قراءة تراث أرسطو الخلاق، بعربية فصيحة تحاول التوفيق بين الفلسفة والإسلام. إذ أحسّت الكنيسة بالخطر الثقافي الذي يهددها، نتيجة الجمود الفلسفي الذي عاشته مدارسها طيلة قرون طوال، منذ مقتل هيباتيا الإسكندرية (خاتمة الفلاسفة) على يد الأرثوذكس الدهماء، وإعلان الفلسفة كإحدى المعارف الخاضعة لسيطرة المؤسسة اللاهوتية المسيحية، والتي لا يحق للعَلمانيين (أبناء العالم، غير المندرجين في خدمة الكنيسة) أن يتلاعبوا بها.


Rachel Weisz as Hypatia, in Agora (2009)


فبدأت حركة ترجمة قوية إلى اللاتينية (لغة العلم والدين في الكنيسة) في الجانب المسيحي من الأندلس بالإضافة لإيطاليا، كان أشهر رموزها جيرارد الكريموني، الذي ترجم لوحده ثلاثة وسبعين عنواناً عن العربية، في الرياضيات والفلسفة والطب، بالإضافة إلى "إعادة اكتشاف" لنصوص يونانية كانت تعد مفقودة في خزائن الكنيسة.
وبعد أن توفر "الأساس" بلغة مفهومة وأسلوب واضح، لم يعد أمام الرهبان الشباب إلا "البناء" الفكري الذي يملأ عقولهم نشاطاً وعلماً، كما امتلأت مشاعرهم بالولاء للكنيسة وعريسها الإلهي "يسوع المسيح".


St. Albertus Magnus, the German


نشأت على أيدي هؤلاء الرواد، أمثال بيتر أبلارد Peter Abelard، والقديسين ألبرت الجليل Albertus Magnus، وبونافنتورا (جون الفيدانزي John of Fidanza)، "ومعلّم الكنيسة" توما الأكويني Thomas Aquinas، بالإضافة إلى صديقنا الأوكهامي، فلسفة جديدة عُرِفت "بالمدرسية Scholasticism"، لأنها تشكلت في قلب المدارس التابعة للأديرة، بل حتى الجامعات في ذلك الوقت كانت في الأساس أديرة ـ كما كان حال أكسفورد وكامبردج.
وكان الغرض الأساسي من مباحث هذه الفلسفة، هو أن تؤسس للاهوت أرسطو-أفلاطوني رصين، يوفر أجوبة معقولة على كل تفاصيل اللاهوت المسيحي، وبالخصوص على الإشكاليات التي تقع بين "التوحيد" الربوبي "والتثليث" المسيحي.


Carrie-Anne Moss as Trinity, in The Matrix trilogy


ولم يكن "موس أوكام" في الأساس، إلا محاولة للإجابة على الإشكال اللاهوتي التقليدي: " هل يجوز أن يُعتبر العالم صنيعة لأيادي آلهة مختلفة؟ أي: ما هي الضرورة التي تقودنا للإيمان بإله واحد كخالق لهذا العالم؟ "
فأتى أوكام بعبارته الموجزة، التي كان صوتها مسموعاً بصيغة أو أخرى في كتب الفلاسفة الإسميين nominalists * من قبل، التي تقول:

Numquam ponenda est pluralitas sine necessitate
لا تُفتَــرَضُ الكَــثْرَةَ أبَداً إلاَّ لِضَـــرُورَةٍ


ليردّ على هذا الإشكال، ويقول أن "الإله الواحد" هو وحده ما يحق لنا افتراض وجوده عقلاً، لأن افتراض ما زاد عنه يقتضي وجود دليل قطعي وضروري يثبت وجود آلهة أخرى.

وعُرِفَت هذه العبارة، في لسان الفلاسفة، "بالموس" لأنها تشذّب البناء المنطقي من كل الزوائد غير الضرورية، وتبقي على البرهان البسيط الذي يفي بالنتيجة، دون استفاضة ولا حيود عن السياق.

لكن استخدامها لم يقتصر على الفلسفة واللاهوت فقط، بل امتدّ إلى المنهج العلمي بعد الثورة التجريبية التي بدأها غاليليو غاليلي، وإسحاق نيوتن. فصداها يتردد في القواعد الأربع للطريقة التجريبية، التي وضعها الفيلسوف الإنجليزي "جون ستيوارت ميل"، وبالخصوص قاعدته الأولى: "إذا كانت كل تفاصيل الظاهرة تحدث بوجود عامل محدد، وتغيب بغيابه، فهذا العامل هو سبب رئيس للظاهرة".


Sir Isaac Newton, scientist, philosopher, and theologian;
portrayed in his 4os.


وحتى إلى طريقة "التشخيص التفاضلي" في طب التشخيص، كما ظهر في المسلسل الطبي الرائع ".House, M.D"، الموسم 1، الحلقة 3، والتي سميت أيضاً "Occam's Razor" على اسم القاعدة التي نتحدث عنها.

فالمريض فيها، وهو شاب في العشرينات، يصاب بسعال خفيف، فيذهب للصيدلية ليشتري حبوباً ضد الإنفلونزا. ولكن الصيدلي يتشوش بين دواء الإنفلونزا، وبين دواء النقرس الذي يشبهه في اللون، ويسمى "كولجيسين Colchicine".

فيُصاب الشاب بطفح جلدي ملحوظ، ثم ينهار تنفسه خلال جماعٍ محموم مع خطيبته، فيُنقل إلى المستشفى على عجل. وهناك يشعر بألم في بطنه، ولا يستجيب ضغطه العالي لإروائه بالسوائل، ويصل الأمر إلى خطر الفشل الكلوي. بالإضافة إلى انخفاض عدد كريات الدم البيض، الذي يجعل جهازه المناعي مهدداً بأبسط هجوم فيروسي.


A scene from House 1x03 episode, "Occam's razor,"
first aired: November 30, 2004.


ويظل الفريق الطبي، وعلى رأسه الدكتور هاوس (بطل المسلسل)، يتداولون احتمالات متباينة وغريبة بعض الشيء، إلى أن يلتفت هاوس إلى أن هذه الأعراض (الألم البطني، الطفح الجلدي، الفشل الكلوي، انخفاض الك.د.ب) كلها نتائج لسبب واحد، هو التسمم بالكولجيسين، أما السعال فهو ما كان يجب أن يعالجه دواء السعال، الذي اشتبه بالكولجيسين لدى الصيدلي.


حبن شاهدتُ هذه الحلقة لأول مرة، في 2006 كما أذكر، أثار هذا المبدأ أموراً كثيرة في عقلي، لم أكن أدرك وقتها أنها ستكون السبب في تحرري من قيود الإسلام الفكرية.
فقد كنتُ وقتها قرآنياً متمكناً، متفتح العقل بعض الشيء ــ ولعل مردّ ذلك هو شغفي الدائم بالمطالعة والكتب المتنوعة، الذي توفرت لي مصادر لإشباعه على شبكة الإنترنت.

وكانت للمفكر الذي تشبعتُ بأفكاره وقتها، رؤية فلسفية مختلفة عن اللاهوت الإسلامي المعتاد، يفترض فيها أن غاية الفلسفة هي "العلم بمجهولية الواحد المعلوم" أي الله، مستنداً إلى آية "قل هو الله أحد".
وكذلك تدّعي أن العلم الحقيقي ** هو ذلك الذي يتخذ من مقولة "المجهولية" منطلقاً له، ويتحرّى الخضوع للأدلة الشرعية والإشارات الإلهية ولا يسبقها بظنه وتكبره.


أهم الأفكار التي بدأت تدور في عقلي، هي ما يعبر عنها هذا التساؤل: " لماذا يتعامل الدين - إجمالاً - مع ثنائية: الكون والإله؟ هل هناك إمكانية لحذف الإله من المسألة، ليبقى الكون وحده كموضوع ؟ "

تلت هذه المرحلة القصيرة من التساؤل، مرحلة من البحث وجمع الموارد في الموضوع.
فبدأت بالتنقيب عن التفسيرات العلمية التي تؤسس للكون كموضوع وحيد وأزلي، بالإضافة إلى الأدلة الفلسفية التي تعزز هذا الموقف الإلحادي.

وأكثر ما نفعني فيها أمران: كتاب "الهيولى تصنع علماً جديداً" حول نظرية الشواش/الهيولى Chaos Theory، والمقالات الفلسفية التي وضعها الأستاذ Enki *** على مدونته "باب مدينة الإلحاد".

فبدأت أفكر جدياً في الرؤية التي تنص أن "يمكن للنظام المستقر والمتناسق أن يتولد من عمليات شواشية صرفة، غير مقيد إلا بحدود الإنتروبيا للمادّة التي يتكون منها"، أو بعبارة فلسفية: "يمكن للكون أن يكون، بكل تفاصيله وتعقيداته، صنيعةً لا لفاعل ذي إرادة ووعي، بل لفاعل بالطبع تصدر عنه الأحداث ذاتياً بلا تخطيط أو ذاكرة".


وكما يعلم كل مطّلع على اللاهوت وعلم الكلام: فالأديان الثلاثة (اليهودية - المسيحية - الإسلام) تقدم مفهوماً مركباً للإله، فهي تنسب له العلم الكلي (واختلفوا: هل يتعلق بالأحداث قبل حصولها أو لا) والمشيئة الواسعة (أكثرهم يقولون بأنها واسعة بما يكفي لنقض مشيئاته السابقة) والسمع والبصر (نسبة كبيرة منهم تقول بأنها مجاز يقصد به وسائل العلم والتواصل، وليست حواساً أو وسائل مادية)، والإرادة النافذة (حتى في خلاف العدل الذي تقر به عقول البشر)، وبالإضافة لكل ذلك: الوعي المستمر والملاحق لأفعال كل خليقة في الكون.


Though they're busy, they still exchange their minds.


المشكلة في هذا المفهوم - طبقاً لموس أوكام - أنه يزداد تعقيداً بشكل أسي exponential مع كل صفة تنسب إلى هذا المفهوم الإلهي، بالإضافة إلى افتقاره للأدلة الخارجية (أعني: من خارج مرجعية الغيب التي يصدر عنها الدين الموحى) التي تقدم له السند المنطقي الكافي لإثبات هذه الصفات لأي ذات عارفة، خارج الزمان والمكان، فضلاً عن إثبات وجودها في المقام الأول.

فافتراض الإله الديني يتطلب دوماً المزيد والمزيد من الافتراضات، التي تتناقض مع ذات المبدأ الذي خرج من عقول أصحاب الأردية الغامقة، ليقنعوا الناس بوحدانية الإله الذي يعيشون باسمه، ويحتكرون مختلف أنواع السلطات من خلال ربطها بإرادته.

هذا، رغم أن تفسير الوجود والكون والحياة، وكل العجائب التي تحيط بنا، لا يحتاج لكل هذا التعقيد الذي لا يتعدى "بناء قصورٍ لفظيةٍ في الهواء"، لأن الطريقة العلمية في تفهّم العالم لا تعتمد الافتراض الصرف أو التحكّم المحض. بل تقوم على رصد الظواهر الطبيعية القابلة للتكرر بشكل دقيق، ثم التحقق من العوامل التي قد تكون ذات تأثير فيها، بحثاً عن الرؤية العقلانية التي تربط المؤثرات معاً لتنتج الظاهرة، ثم العودة للظواهر للتأكد من الروابط المقترحة، وهكذا..



إن عدم معرفتنا للعديد من مجاهيل الكون والحياة، التي يسميها المدافعون عن "إله الفراغات" أسراراً ربّانية، ليس دليلاً على العجز البشري، بل هو أحد التحديات التي يجد العلم نفسه قادراً على حلّها، بمشيئة أصحاب العقول النافذة والنفوس القوية.
وعلى الإنسان أن يتذكر دوماً، أن أسلافه نسبوا الحرّ المحرق والبرد القارس، والجفاف كما الفيضان، إلى غضب الآلهة وسخطها، وادّعوا أن الخسوف والكسوف يعود سببهما إلى ابتلاع "الحوتة السماوية" لذلك الجُرم العالي.. ولكن العلم أتى بالتفسير المنطقي التجريبي، الذي قضى على الخرافة مرة وإلى الأبد.


__________________________________

* الفلسفة الاسمية: هي مدرسة فلسفية ظهرت في القرون الوسطى، واشتهرت باعتقادها أن الأسماء التي تدل على كلّي (كالإنسان، الحصان، الصخر) هي وحدها الموجودة فعلاً، أما الأفراد المختلفة فهي من صنع العقل، ليستطيع التعامل مع كل فرد على حدة.

** أي ما يعبّر عنه بالعرفاني، الفيضي، الموهوب ـ وكلها مفاهيم وهمية لا تحقق لها واقعاً، وأدل دليل على عدم وجودها هو عدم استفادة أصحابها منها في تغيير حالهم وحال المحيطين بهم.
سنتناولها بالنقاش والتفكيك في مقالات لاحقة تحت عنوان: الفكر الديني وأسطورة الاكتمال.

** هو مهندس يحمل شهادة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، يعمل مدرساً في بريطانيا.
وإليه يعود الفضل في تأسيس شبكة الطبيعيين الوجوديين (وذراعها الحواري: منتدى طبيعي) لتلمّ شتات الكتاب اللادينيين العرب، لاسيما الذين ضجروا من السياسة الاستبدادية للمنتديات اللادينية الأخرى، التي اتخذت بمرور الزمن طابعاً قومانياً/اشتراكياً متعصباً.

العلاقات العاطفية عبر الانترنت






يسعى الجميع لتحقيق النجاح في حياتهم الاجتماعية ليكسبوا الاحترام والسلطة والنفوذ او يحققوا العيش الرغيد ، ان هذه العلاقات مهمة جداً لنا كبشر ، وهي قائمة وفق المنفعة المتبادلة والسعي الى تحقيق مصالحنا الخاصة ، ومعلوم ان السعي لتحقيق هذه المصالح يودي الى وجود المصلحة العامة المشتركة بين الجميع .

ان وجود الفوارق بين الناس كنسبة الذكاء والثروة والجاه والمكان المختلف او الدين و.... الخ أدى الى انحسارِ النجاح في العلاقات الى جزء واحد من المجتمع، اما الجزء الثاني فقد اصابه الفشل في تحقيق علاقات ناجحة في مجتمعه .

ان الحب والميل للجنس الثاني شيء طبيعي عند الانسان ، وعلاقات الحب بين الطرفين التي يتم توطيدها من خلال اللقاءات والمواعيد وكثرة الجلسات حتى يتم التأكد من اهلية الطرف الاخر لمثل هذه العلاقات الجادة .

ان الفاشلين في كسب ود الطرف الاخر وبناء علاقات حميمة معه يلجون للوهم والتخيل ، ربما في كل يوم يواعد احدى حسناوت هوليود !.


وبعد ثورة الانترنت والقفزة الهائلة بتطوره نحو الامام فقد اصبح هناك عالم أفتراضي يعيش به الافراد علاقات اجتماعية فالمواقع التي من قبيل ماي سبيس MySpace وفيس بوك Facebook وهاي فايف hi5 وأوركوت Orkut وفريندستر يعد أعضاؤها الآن بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم ، كذلك المنتديات في الانترنت يدخلها الكثير من المشتركين ليكتبوا مواضيعهم ويناقشوها مع الاخرين ، اصبح هذا العالم أشبه بالحقيقي وقد بنيت الكثير من العلاقات في هذهِ الشبكة الهائلة ،الا ان المشكلة هو في جدية هذه العلاقات ، وبحسب ما عاشيته خلال 6 سنوات أرى بانها علاقات اغلبها غير جدية ، الا بعد توطيدها في الواقع لا من خلال الشات او البريد الالكتروني .

ان علاقات الحب في العالم الافتراضي غالباً ما يكون نتيجتها الفشل ، فالشخص لايكون جيدا بتوطيدها على ارض الواقع ، للبعد الشاسع بين الاطراف او لعدم جدية احد او كلا الطرفين بهذه العلاقة .


وبحسب ما عاشرت من اصدقاء او متصفحي للنت بحكم عملي في قاعة للانترنت سابقا بأنهم
يبحثون عن المتعة والتنفيس عن الرغبات المكبوتة ، فهدفهم من الفتاة هو الضحك عليها وافراغ ما في جعبتها من معلومات من اجل الاستفادة منها باكبر صورة ، او مواعدتهن وتقضية الوقت معهن او توزيع ارقام هواتفهن للاخرين ، او تكوين علاقة غير معروفة الهدف ، وغالباً ما تكون عبر الأثير اما عن طريق قنوات الشات او عن طريق الهاتف الجوال ، دون رؤية الطرفين لبعض ، وان حالفهم الحظ ربما يشاهدون صورة بعض فقط وهنا يتم استخدام الفوتوشوب في تلميع الصورة وأخراجها بأحلى صورة وأجمل هيئة !.

ربما يتم مواعدتهن بالزواج ، لكن المشكلة بان الفتى المراهق او شبه المراهق غير ناجح بحياته فلا عمل يشتغل به ولا شهادة قد توظف من خلالها بالمناصب الحكومية او القطاع الخاص الفني ، ولا يملك اي شيء حقيقي بحياته ، هذا ان لم يصاب بالاكتائب او الامراض النفسية نتيجة ابتعاده عن الواقع .


ان مدمني الانترنت ينعزلون عن الواقع لانهم وجدوا ضالتهم واحلامهم في هذه الشبكة ، وهنا يتدخل الباحثين الاجتماعيين في تحديد نوع المشكلة ومحاولة معالجتها ، لكن الفاشل اجتماعيا هو بالاساس منعزل عن الواقع ، وليس دخوله للنت هو السبب ، انه وجد عالم يستطيع ان يتحكم به ويشغل أعلى المناصب فيه من ادارة منتدى او الاشراف عليه او حتى الحصول على سوبر في غرف الشات وهذا يعطيه شعوراً بالخارقية والتحكم بالاخرين .


انه عالم مفقود في واقعه لكنه حقيقي بالنسبة له ،
انها علاقات غير ناجحة
لانها علاقات منقوصة التواصل و تقتصر قنوات التواصل فيها على حروف مكتوبة يفكر صاحبها مليا قبل كتابتها.. و لذا فهو بصورة غير واعية يرسم صورة وردية عن نفسه أمام نفسه قبل أن تكون امام الآخر....

العلاقات الإنسانية لا تقوم على حروف مكتوبة. بل من خلال تعامل مباشر فيه إتصال بصري و سمعي و لمسي في بعض الأحيان.. فشخصية الإنسان تظهر من خلال نظرات عينيه و إيماءات وجهه و جسده و نبرات صوته المتناغمة مع مخارج كلماته و أفكاره, و اسلوب لبسه و كلامه... فهل بعد ذلك ممكن أ
ن تكون هناك علاقات حقيقية من خلال الإنترنت.... لا أعتقد.... الإنترنت يظل دائما و أبدا وسيلة إتصال و ليست وسيلة تواصل شخصي.


السبت، 9 يناير 2010

الأمير والفقير

في غزو الريف للمدينة..


"حينما استدعت المدينة البدو والريفيين، حدث اجتثاث: تمّ نقل ثقافة ساكنة إلى ثقافة متحركة، فتحولت المدينة في أذهانهم إلى رمز للفساد والانحلال. والخشية من سلوكها جعلت الثقافة الساكنة تنكمش داخل ذاتها، في أنماطها السلوكية الثابتة، قبعت متخوفة من المتطور والمتغير.. "
ــ من رواية ’فسوق‘، للأديب السعودي عبدُه خال






سأحاول هنا أن أتعرض للمشكلة الأكثر قاعدية في مجتمعات الشرق الأوسط، والتي أثبتت حركة التاريخ المعاصر أنها السبب الرئيس في تفتت العواصم العربية ووقوعها فريسة بيد التيارات (أو العصابات) الإسلامية والقومانية (أما الشيوعية فقد كان لها زمانٌ متألق مجيد في السحل والشنق، ولكن بريقها خبا مع إنزال الراية الحمراء من فوق الكرملين).

وهذه المشكلة، التي جعلتُها عنوان المقال، هي ظاهرة غزو الريف للمدينة على موجات متباعدة إنما كثيفة.. ولها - ككل المشاكل المركبة في مجتمعاتنا العربية - أسباب اقتصادية واجتماعية متأصلة، سأتطرق لبعضها بمقدار إحاطتي واستيعابي. وقبل الحديث عن الآثار السياسية والاقتصادية التي نتجت عن هذه الظاهرة، يجب أن تقدّم عدّة أفكار بين يدَي النقاش في الموضوع.


أولاً: نظرة الريفي إلى المدينة.


يمكن أن نقول، مستعيرين صورةً من القصص الديني، أن الريفي ينظر للمدينة كنظرة آدم إلى الشجرة المحرمة ــ فيها رغبة واشتهاء، وفيها خوف وتأثّم.. ذلك لأنّه لا يغفل أبداً عن الهوّة المادية السحيقة التي تفصل بين بيئته المختلفة الضيقة، والمدينة الكبيرة المليئة بالناس والتجار والحكّام، التي تطفح بالمال إلى حدٍّ يتبادل فيه الأشخاص يومياً مبالغ لا يحلم عقل الريفي المحدود بتصوّر قدرها، دون أن يجمح خياله في لحظة شطط إلى تملّكها أو تبذيرها. وفي نفس الوقت، يحول بينه وبين التخطيط الجادّ للهجرة إليها حاجزٌ شديد من القِيَم والاعتبارات التي قد تتشكل في ثيمة شبه-دينية، خصوصاً ما يتعلق منها بالعلاقة مع الوجه المظلم من الجنس البشري ــ النساء. (1)



فالمدينة، بسبب أخلاقها القائمة على المنفعة المادية، دائماً ما تعطي المرأة مساحةً واسعةً من الحقوق تجعلها في وضع يعتبر جنونياً أو إباحيّاً بالنسبة للأعراف الريفية.. فمن حقّها أن تتجول لوحدها، وأن تذهب إلى المدارس والأسواق والمكاتب الرسمية، وأن تلبس ما شاءت، وتختار لرفقتها من شاءت ــ نساءً أخريات للصداقة، أو رجالاً قد تقع مع أحدهم في علاقة عاطفية جميلة.. هذا بالإضافة إلى حقّها الرسمي في التملّك، وعائديتها المالية المستقلة، وتمكّنها من المنازعة القانونية إن أخذ منها شيء غصباً.


وهذا النمط من النساء، اللاتي يتصرفن باستقلالية وثقة، لا يسهل فهمه على ذهنية الريفي أبداً، ولكنه يستطيع استيعاب نمطٍ آخر من النساء بسهولة أكبر، وهنا نعني العاملات في مجال إرضاء الرغبات الذكورية، من راقصات وبغايا.. وهذه السهولة تأتي من كون هذا النمط هو الضدّ الأصيل لكل المواصفات التي تربّى على كونها تجعل المرأة ’شريفة‘، كأن لا تفارق البيت، ولا تتكلم مع الرجال، ولا تجعل للحبّ سلطاناً عليها ــ وإن فعلت تقتل لأنها ’عاشگة‘. ’والأشياء تُعرَف بأضدادها‘ كما قيل قديماً.



ثانياً: التجاذبات بين مجتمع الريف ومجتمع المدينة.


المجتمع الريفي متكوّنٌ من لُحمة قبلية تجمع بين أفراده، تماماً كسلفه البدوي، وهو يعتمد على مبادئ مشابهة في أكثرها لعوائد البدو، وأهمها: التشديد على كثرة العديد، والموقف الدوني من المرأة. فالريف ذو الطابع الزراعي يحتاج بشدة إلى الأيدي العاملة، خصوصاً على المستوى العائلي، حيث يعمل الأبناء والإخوة وأبناء العمّ معاً في زراعة الأرض وتعميرها، بحيث تكون الاستفادة من حاصلها أكبر ما يمكن وللعائلة حصراً، دون أن ’يخش بيناتهم غريب‘ كما في العامية العراقية. (2)


ولأنّ الزراعة والتسويق تحتاج جهداً كبيراً ومخالطةً، بشكلٍ ما، مع المجتمع، فقد أصبح غالبية الزرّاع رجالاً، واقتصر دور النساء على العمل المنزلي المعتاد، وأحياناً كثيرةً كان يعهد إليهن بالتعامل مع المواشي ــ كالأبقار والجواميس. أما مجتمع المدينة فهو غالباً خليط غير متجانس، يجمع بين المتناقضات في الأنساب والطبقات.. وهو خلافاً للمجتمع الريفي لا يقوم على أساس الرابط العائلي، بل يعزّز النزعة الأنَوية والنفعية إلى أقصى حدّ، بسبب طبيعة التعاملات التي تجري فيه وترسم له شكل الحياة اليومية.

إن نظرة الريفي إلى مجتمع المدينة فيها شيء كبير من الغرابة، فهو ينظر إليها كوحدة واحدة، ويتعامل معها - في أوقات المشاحنة والخصومة - كقبيلة أخرى.. ولطالما حدثت في العراق معارك بين قبائل ومُدُن، ذكر أمثلةً منها الأستاذ الوردي في كتاب ’دراسة في طبيعة المجتمع العراقي‘. وهذه النظرة الخاطئة سبّبت للتجمعات الريفية النازحة مشاكل رهيبة في التعايش مع واقع المدينة، سنتناول بعضها بالذكر لاحقاً.


_________________

(1) لستُ أعني أن أقصد كونهن ’وجهاً مظلماً‘ بشكل دائم، بل كنت أعني ما هو الحال عليه في الريف، حيث يكون التعامل معهن كالتعامل مع رؤوس المواشي، وأحياناً أقل باعتبار أن المرأة لا تدرّ لبناً ولا تخرج صوفاً، بل تأكل ولا تعطي، والتحرّج من ذكرهن على أشدّه ــ فلا يذكرن باسمٍ ولا كنية، ودائماً ما يقدّم عند ذكرهن عبارة ’مكرّم السامع‘ أو ’الحُرمة وداعة الخيّر‘ وما أشبهها.

(2) هذا الهاجس الذي يقضّ مضاجع عرب البادية والريف، له أصول تاريخية عريقة إلى عهود قبل-إسلامية، تجلّت في فتاوى بعض أئمة المذاهب المبكرة. أذكر روايةً عن جعفر بن محمد (المعروف بالصادق) أنه سئل مرّة عن المرأة المتوفى زوجها، هل ترث من الأرض والعقار؟ فقال: ترث من الريع (الوارد أو الإيجار) ولا ترث من العقار، فقيل له: ولماذا؟ فقال:
لكي لا تُدخل عليهم الأجنبي.

مغالطات في صفات الخالق الاسلامي



ما الذي ستستفيده من قراءة الموضوع؟

الاله وفق التصور الاسلامي فاشل من الناحية المنطقية .
لماذا؟
لانه اما أن يجعلني خالداً في النار وبهذا لن يستطيع انهائي "قتلي او اي شيئ اخر" فبهذا سأنتصر عليه, او يستطيع قتلي او اخفائي وبهذا سيكون قد كذب على الجميع"عندما قال فيها ابدا "

كيف اثبتت ذلك؟

يمكن تقسيم الصفات بصوره عامه الى نوعين:
1.صفات قابله للمقارنه:مثل اجمل , اسرع , اقوى , فيمكن ان نقارن حاملين لهذه الصفه من حيث الصفه نفسها , فهو اسرع من فلان , وهو اقوى من فلان.
2.صفات غير قابله للمقارنه:هي صفات تمثل الكمال في ناحيه معينه , مثل صفة الحياة , فلايمكن ان تجد شخص حي اكثر من شخص ثاني.

الخالق , يجب ان يكون كامل الصفات , ومن شرط وجوب كمال الصفات ينبغي شرط ان تكون صفاته من النوع الغير قابل للمقارنه , بمعنى ان صفات المخلوق يجب ان تمتنع عن المقارنه بصفات الخالق , لكمال احدهما.
مثلا , يمكن ان نقول ان س من الناس اسرع من ص , فيكون هناك مقارنه من حيث السرعة , فهل س اسرع من ص؟
الجواب بنظر اي شخص سيكون اما الايجاب واما النفي , وبكلتا الحالتين هناك مجال للمقارنة بين الحاملين للصفه , لكن لامكن ان يتم مقارنة الخالق بالمخلوق , لان الاجابه توجب ان يكون الخالق اما اسرع او ابطأ "في مثلنا".
*المسلمين وقعوا في هذه المشكله مبدئيا عندما وصفوا إلاههم بصفات قابله للمقارنه "مثل قولهم -الله اكبر" فهم يرمزون الى ان إلاههم اكبر معنويا من اي كينونه ثانيه , وهم بهذا يسمحون لانفسم بمقارنة إلاههم بالكينونات الثانيه , وهو مجال يحتمل الصحه والخطأ , فيمكن ان يكونوا مخطأين باستناجهم "وهو احد احتمالات المقارنه" فيكون هناك كينونه اكبر من الله , على كل حال ليس هذا موضوعي , وفكرة "الله اكبر" فكره طارئه على الموضوع وعنى النقطه لسابقه ببساطه" من الممكن وجود كينونه اكبر من الله حسب ادعاء المسلمين انفسهم"
لذلك توجب النقطه السابقه عدم امتلاك الخالق لصفات قابله للمقارنه.
ومن جهة اخرى , لايمكن ان يمتلك المخلوق صفه غير قابله للمقارنه "وبصوره دائمه" , ففي مثال الاول , قصرت في وصفي لصفة الحياة كوصفها كصفه غير قابله للمقارنه, فمن الناحيه التطبيقيه , صفة الحياة غير دائمه للمخلوق.
اما الصفات الدائمه "مثل الحياه مضاف عليها الخلود" فهذه الصفه لايمكن ان يمتلكها المخلوق لانها صفات غير قابله للمقارنه , القصد ان المخلوق "الانسان مثلا" وعندما يدخل الجنه-او النار- سيكون خالدا فيها , وصفة الخلود تعني انه امتلك احدى صفات الخالق , وان امتلاكه لاحدى صفات الخالق وبدون اختلافات "اي ان الخالق خالد والمخلوق خالد ايضا" اي ان صفة الخلود , فهذا معناه انه متساوي مع الخالق في هذه الصفه , وبمساوات هذه الصفه بين الاثنين سقط وصف الكمال عن الخالق , لان الكمال يوجب الانفراد في الصفه.
في المثال السابق"الخلود" وقع الخالق بمعضله اخرى , فانه اما سيساوي قدرته على الخلود مع قدرة مخلوقه "لامتناع وجود كينونه خالده اكثر خلودا من كينونه اخرى" او سيسحب عنه صفة الخلود وبهذا سيكون كاذب بوعده "خالدين فيها :لا اتذكر رقم الايه"

الجمعة، 8 يناير 2010

انا لم اترك الدين الاسلامي



انا لم أترك الدين الأسلامي


انا لم اترك الدين الاسلامي لاني اصلاً لم اختاره ، فقد وجدت نفسي محسوبا على هذا الدين رغم انفي !.
تلقيت تعاليمه بالايحاءات والتكرار اليومي وكم يضحكني حينما اعلم بانهم كتبوا عني مسلم في وقت لا استطيع فيه الكلام ولا الفهم ولا حتى التواصل مع الاخرين كل ما افعله هو الصراخ ولا اعلم حتى لماذا اصرخ لقد حشروني بهذا الدين ولم ياخذوا رايي بهذا الاختيار !.

ان مسائل عديدة تكون مصيرية ولا احد يتدخل بحسمها الا الشخص المعني بها كالزواج والدراسة ونوع العمل او الوظيفة والانتماء السياسي فلماذا لايكون الدين منها (اي يترك حق الاختيار للشخص حينما يبلغ من النضوج العقلي ما يجعله اهلا للاختيار ) .

انا على اعتقاد جازم ان كل شخص يخبرك بانه أمن بدينه عن قناعه ان هذا الشخص كاذب او مراوغ يرغب بخداعك لاستحالة الوصول للقناعة التامة على الاقل لعمر الانسان الحالي فالذي يريد التعاون مع شركة معينة عليه ان يدرس كل الخيارات وان يصل لقناعة تامة بان جميع الشركات الاخرى المنافسة ليست بالمؤهلات المطلوبة وهكذا الامر للدين فعليه ان يدرس كل الاديان الاخرى ويثبت فسادها حتى تترسخ قناعته بدينه بعد التاكد من صحته.

والاديان كثيرة جدا اكثر من مائة دين وتحتاج الى اضعاف مضاعة من عمر الانسان بالمعدل الطبيعي حتى يتم التاكد من صحتها وهناك بعض الأديان التي تستنفد العمر في دراسة تراثها واستخلاص عقائدها.. كالهندوسية وكتب لفيدا، والزرادشتية ومجموعة الدينكرد وتراث الحكماء .

قرات بان جعفر الملقب بالصادق قال لملحدٍ لو كنت على حق فانا لن اخسر شيئا ولو كان الحق معي ستخسر انت وانا من الفائزين.
هذا المنطق من السخف ما لايحتاج الى بيان فجعفر الصادق ليس طرفا وحيدا يؤمن بما وراء الكون والمادة بل هناك الكثير من الاديان تشترك معه بنفس الرؤية الغيبية . فهل كلها على حق حتى يكون هو الفائز ..؟ انه ببساطة استخدم قسمة ثنائية لامر مقسوم لاكثر من مائة قسم .. الم اقل لكم ان من يدعي صحة دينه يكذب او يراوغ ؟.وصدق المعري بوصف هؤلاء :

كلٌ يعظِّــم دينــه * يا ليت شعري ما الصحيحُ


يقلقني كثيرا بان اجد الاطفال وهم بسن لا يؤهلهم لمشاهدة بعض الافلام او الذهاب لاماكن معينة او الدخول للمطعم او النوادي يتم حسم امر انتمائها الديني قبل ان يولدوا .. هل حقا ان الاديان اصبحت بهذا الشكل المضحك بحيث يكون فيها : اطفال مسلمين ومسيح ويهود وو الخ .
لم اسمع يوما بطفل ليبرالي او اشتراكي او جمهوري او بعثي لان الانتماء السياسي للبالغين لا للاطفال .

لقد ولدت بهذا العالم ووجدت نفسي احمل اسما ولقبا ودينا وقومية واتكلم بلغة وكل هذه الامور لم ياخذوا رايي بشأنها وان كانت بعضها ضرورية لتمشية النظم الاجتماعية والمتطلبات الحياتية فيمكنني تغييرها كلها لان هذا ليس من شأن اي قوة بهذه الدنيا انها مسالة خاصة لا اسمح بالتدخل بها من قبل كل الاطراف .

لقد حكموا على المتهم غيابيا بانه ينتمي لهذا الدين وهذه القومية وهذه اللغة ..........

وفجاة قفز المتهم وقال للقاضي:
ايها القاضي ان حكمك باطل لان المتهم موجود ومن حقه تعيين محامي ليعطي وجهة نظره وتحديد انتمائه للدين او عدمه وتحديد كل ما تخص حياته

هنا يضرب القاضي بالمطرقة ثلاث مرات وهو يقول : الدعوة باطلة والمتهم حر بما يفعل فصرخ الجميع:
يحيا العدل ...



كل الظواهر قابله للتفسير.



كل الظواهر قابله للتفسير.


الذي يكتب لكم الان , من عائله سنية , متدينة , رجالها ملتحون ونساؤها محجبات , تلقى الدين منذ صغره, فانا لا اذكر لكن ابي يذكرها دائما , بانني كنت لحوحا جدا للذهاب معه الى صلاة الفجر جماعة, وقد لقبت بالقاب حملت نبؤات بانني ساكون شيخا , او ربما قائد دينيا , او داعية , فانا كنت "خطيب المدارس" او "الخطيب الصغير" او ما شابهه من الالقاب التي اعطتني اكثر من حقي بكثير , فانا لم اكن املك سوى حسن الالقاء , اما ماكنت القي , فكان ماجعلوني اقوم بحفظه عن ظهر قلب , من دون ان اعرف معناه.

استمرت الايام تمضي , لاتحول خلال بداية مرحلة الثانويه الى داعيه صغير , لايكاد يرافقني احدهم حتى ينتهي يصلي بقربي في المسجد , وبدأت بحب المسجد , وحب الله الذي لا اله سواه "او هكذا كنت اظن" ونبيه , وبالتاكيد المسجد الذي يقربني منه.

كنت لا اكاد اصلي صلاة في غير المسجد , فانا رتبت كل اوقاتي بحيث تكون صلاتي بالمسجد , وبدأت بالاطلاع على الكتب الدينيه التي كانت تتوفر كثيرا في المسجد , وهناك اجد الكثيرين ممن يستطيعون اجابة اسالتي التي لا تنتهي ابدا, واستمرت السنين.

بقيت من رواد في المسجد حتى اصبحت معلما للدين في فيه , وفعلا استمتعت بتعليم الدين كثيرا , فانا اُعلم في المسجد , وانا انظف المسجد , وانا احرس المسجد بسلاحي , وانا اقوم بصف السيارات في المسجد , لقد كنت مهووسا بالاسلام , فانا اريد اغتنام شبابي في خدمة دين الله باي طريقه , وباي وسيله.

كانت في وقتها تاتيني اسأله كثيره حول المسائل الدينيه التي تتعارض مع العلم وتتعارض مع العقل , ولكنني كنت دائما ما احاول ايجاد تفسيرات لهذه المسائل, فالحسد هي مسالة تشبيه , وقصة يوسف مليئه بالتشبيهات وليست حرفيه , وما الى ذلك من مسائل, وبقيت هناك مسائل عالقه لاتقبل التفسير.

كل هذا تغير عندما ذهبت الى سوريا , فهناك وجدت الفرصه لاتناقش مع مسيحيون ودروز , وكم سعدت بمناقشاتي معهم , ففي كل مره كنت اتغلب عليهم في النقاش وهذا كان يرضي غروري الشبابي وغروري الديني على حد سواء , فانا على دين الله الصحيح غير المحرف الذي يستطيع قهر كل الاديان والانتصار عليها.

بعد مده احضر اصدقائي احد اقربائهم الذي يدرس اللاهوت , وقد تناقشنا لبضع ساعات انتهت بكوني انتصرت عليه , لضعف الحجه المسيحيه "او لضعف حجته شخصيا" لا يهم المهم انني انتصرت عليه , وقد اثار هذا فرحي جدا , فلقد انتصرت ولاول مره على شخص اكاديمي , وفي اختصاصه.

بعد انتهاء هذا النقاش , وقفت امامي صديقتي الراهبه , ودعت لي "اتمنى ان يهديك الرب (ياتيم) الى طريقه" , في عبارتها هذه , كادت ان تبكي , فهي مؤمنه اشد ايمان بربها المخلص "يسوع" , وهذا اثار استغرابي, فكيف يمكن ان يؤمن شخص لهذه الدرجه من الايمان بدين خاطئ؟ , وهذا نقلني بسلسة تفسيرات الى نتيجه اخرى , فلماذا انا صحيح ولماذا هي مخطئه؟ اليس كل البشر خطائون حسب ديني؟ الا يمكن ان اكون انا المخطئ؟

هنا بدأت ابحث عن من ينتقد ديني لاعرف كيف يتم النقاش حول ديني , وانتهى بحثي بمنتدى الملحدين العرب , ولقد دخلت مسلما , وخرجت ملحدا, بعد صراع مع المبادئ التي حملتها منذ صغري , لاتعرف على طريق الالحاد , وابدأ بالتعرف على العالم من خلال نظره ماديه علموية تفسيريه لكل مايحصل من حولي, فعندما تدقق علميا بالامور التي تعتبر امور مسلمه لله في الدين ستستطيع تفسيرها بكل سهوله, ليصبح شعاري بالحياه , كل الظواهر قابله للتفسير.

هنا بدأت الامور تتوضح لدي, فلم يعد هناك موضوع لايجب ان يفتح , ولم يعد هناك فكره محرمه , واستطعت ان اضع الله تحت المجهر, وارى عيوب الاديان , وارى محاسنها , ولتصبح جميع المنظومات الاخلاقيه والثقافيه بمثابة بستان مفتوح امامي , اقطف ما اريد , واترك ما اريد.

اصبحت اتحكم بحياتي بصوره كامله, فعندما افشل في مساله , فليس اختبارا من الله , بل هو غلط مني علي ان اعمل لتصحيحه, فانا اتحكم بحاضري ومستقبلي , وانا وحدي اوجه قراراتي.