كل الظواهر قابله للتفسير.
الذي يكتب لكم الان , من عائله سنية , متدينة , رجالها ملتحون ونساؤها محجبات , تلقى الدين منذ صغره, فانا لا اذكر لكن ابي يذكرها دائما , بانني كنت لحوحا جدا للذهاب معه الى صلاة الفجر جماعة, وقد لقبت بالقاب حملت نبؤات بانني ساكون شيخا , او ربما قائد دينيا , او داعية , فانا كنت "خطيب المدارس" او "الخطيب الصغير" او ما شابهه من الالقاب التي اعطتني اكثر من حقي بكثير , فانا لم اكن املك سوى حسن الالقاء , اما ماكنت القي , فكان ماجعلوني اقوم بحفظه عن ظهر قلب , من دون ان اعرف معناه.
استمرت الايام تمضي , لاتحول خلال بداية مرحلة الثانويه الى داعيه صغير , لايكاد يرافقني احدهم حتى ينتهي يصلي بقربي في المسجد , وبدأت بحب المسجد , وحب الله الذي لا اله سواه "او هكذا كنت اظن" ونبيه , وبالتاكيد المسجد الذي يقربني منه.
كنت لا اكاد اصلي صلاة في غير المسجد , فانا رتبت كل اوقاتي بحيث تكون صلاتي بالمسجد , وبدأت بالاطلاع على الكتب الدينيه التي كانت تتوفر كثيرا في المسجد , وهناك اجد الكثيرين ممن يستطيعون اجابة اسالتي التي لا تنتهي ابدا, واستمرت السنين.
بقيت من رواد في المسجد حتى اصبحت معلما للدين في فيه , وفعلا استمتعت بتعليم الدين كثيرا , فانا اُعلم في المسجد , وانا انظف المسجد , وانا احرس المسجد بسلاحي , وانا اقوم بصف السيارات في المسجد , لقد كنت مهووسا بالاسلام , فانا اريد اغتنام شبابي في خدمة دين الله باي طريقه , وباي وسيله.
كانت في وقتها تاتيني اسأله كثيره حول المسائل الدينيه التي تتعارض مع العلم وتتعارض مع العقل , ولكنني كنت دائما ما احاول ايجاد تفسيرات لهذه المسائل, فالحسد هي مسالة تشبيه , وقصة يوسف مليئه بالتشبيهات وليست حرفيه , وما الى ذلك من مسائل, وبقيت هناك مسائل عالقه لاتقبل التفسير.
كل هذا تغير عندما ذهبت الى سوريا , فهناك وجدت الفرصه لاتناقش مع مسيحيون ودروز , وكم سعدت بمناقشاتي معهم , ففي كل مره كنت اتغلب عليهم في النقاش وهذا كان يرضي غروري الشبابي وغروري الديني على حد سواء , فانا على دين الله الصحيح غير المحرف الذي يستطيع قهر كل الاديان والانتصار عليها.
بعد مده احضر اصدقائي احد اقربائهم الذي يدرس اللاهوت , وقد تناقشنا لبضع ساعات انتهت بكوني انتصرت عليه , لضعف الحجه المسيحيه "او لضعف حجته شخصيا" لا يهم المهم انني انتصرت عليه , وقد اثار هذا فرحي جدا , فلقد انتصرت ولاول مره على شخص اكاديمي , وفي اختصاصه.
بعد انتهاء هذا النقاش , وقفت امامي صديقتي الراهبه , ودعت لي "اتمنى ان يهديك الرب (ياتيم) الى طريقه" , في عبارتها هذه , كادت ان تبكي , فهي مؤمنه اشد ايمان بربها المخلص "يسوع" , وهذا اثار استغرابي, فكيف يمكن ان يؤمن شخص لهذه الدرجه من الايمان بدين خاطئ؟ , وهذا نقلني بسلسة تفسيرات الى نتيجه اخرى , فلماذا انا صحيح ولماذا هي مخطئه؟ اليس كل البشر خطائون حسب ديني؟ الا يمكن ان اكون انا المخطئ؟
هنا بدأت ابحث عن من ينتقد ديني لاعرف كيف يتم النقاش حول ديني , وانتهى بحثي بمنتدى الملحدين العرب , ولقد دخلت مسلما , وخرجت ملحدا, بعد صراع مع المبادئ التي حملتها منذ صغري , لاتعرف على طريق الالحاد , وابدأ بالتعرف على العالم من خلال نظره ماديه علموية تفسيريه لكل مايحصل من حولي, فعندما تدقق علميا بالامور التي تعتبر امور مسلمه لله في الدين ستستطيع تفسيرها بكل سهوله, ليصبح شعاري بالحياه , كل الظواهر قابله للتفسير.
هنا بدأت الامور تتوضح لدي, فلم يعد هناك موضوع لايجب ان يفتح , ولم يعد هناك فكره محرمه , واستطعت ان اضع الله تحت المجهر, وارى عيوب الاديان , وارى محاسنها , ولتصبح جميع المنظومات الاخلاقيه والثقافيه بمثابة بستان مفتوح امامي , اقطف ما اريد , واترك ما اريد.
اصبحت اتحكم بحياتي بصوره كامله, فعندما افشل في مساله , فليس اختبارا من الله , بل هو غلط مني علي ان اعمل لتصحيحه, فانا اتحكم بحاضري ومستقبلي , وانا وحدي اوجه قراراتي.
ان وضع احتمال لصواب الاخر الديني القديم يعني قبولي بالرق وضرب الزوجة والزواج من بنت التسع وكلها اجماعات اسلامية
ردحذفانا لا اصحح موقفي لكني متأكد من خطا موقف الاخر الديني
تحياتي
مجهول من المجاهيل
بالتأكيد كنت اراها لاتحتوي على غلط اوزيف , لانها من الله مطلق القوه مطلق الصواب , ومطلق الرحمه , لقد تربيت على انني في طريق الله , ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
ردحذفاما الان فالامر مختلف جدا , فالملحد ليس لديه صواب مطلق , وكل شيئ يجرب ويقاس وكل النتائج خاضعه للتقييم , لذلك المؤمن يكفر الملحد , ولايحصل العكس.
فلتضل مؤمنا وليس لي مانع ان اعينك في صيانة مسجدك , ودق ناقوس كنيستك , الهم انك تتركني افكر بحريه.
الحقيقه , كل الحقيقه لاتكمن في اوامر صادره من رب السماء , بل هي نتائج تعب وتفكير, حتى تصل الى نتائج سديده , يمكن لغيرك ان يجربها.
اما على نقاطك , فانا لا اختلف معك , الا اذا تصورت بانني "كملحد" اقترح وفي اي مكان انني امتلك الصواب , الا في اختصاصي"البرمجي" فخبرتي تكفل لي بان اتصرف الصواب وفق ماعرفه , اما بخصوص المجتمع او العلم بصوره عامه , فانا لاادعي اني على صواب "الا بوضع دلائلي العقليه المنطقيه المطلقه والخاليه من الفراغات المملوئه بالميتافيزيك" , ولا ادعي كما يدعي المؤمنون بانني اتبع كتيب ارشادات المستخدم من الاله الذي خلقني , بل واجبر غيري على القبول بهذا الكتاب , بل ويصل بي الامر الى اجبارهم على الاتزام بتعليماته.
النقطه الثانيه:
عزيزي , لايوجد مجتمع خالي من نزعة الانا , والمجتمعات التي فكرت بالغاء تلك النزعه فشلت وشهدنا تقهقرها , الامر يكمن في تنسيق الانا التابعه للجميع ليصل المجتمع الى ذروة نشاطه , ويكمن الامر في قبول الجميع للحد الادنا من روح المشاركه , والحد الادنى يكفل لي وللمؤمن العيش بسلام وتأخي , وللاسف الاديان لاتمتلك هذه الروح , وربما كثير من الملحدين لايمتلكونها , وهذه المشكله لاترجع الى عقيده.
اتمنى استمرارك معنا بالحوار, وسعدت بدخولك لمدونتنا.
4. تستنكر " الفراغات المملوئه بالميتافيزيك" ، يا سيدي أنا وانت والكون نزخر بالفراغات المملوءة بالميتافيزيك ، روحنا ميتافيزك، دماغنا الذي لا تعرف وظائف أغلب أجزائه ميتافيزك، كوننا الذي نعيش فيه متافيزك لم ترصد الا حدوده المنظورة ويتسع بما يعادل 80% من سرعة الضوء البالغة 300000كم/ثانية في اللامكان " في العدم" . ثم أن الموت ، الحقيقة المطلقة الوحيدة للإنسان ليس سوى باب الى الميتافيزك ، طبعا لا دليل ماديا الى أن الموت فناء للإنسان رغم أن ظاهره يشي بذلك، فنحن ، من نعد أنفسنا من اهل الإيمان لا نوافق على ذلك، وأنتم من تعدون أنفسكم من أهل الإلحاد لا تمتلكون دليلا قطعيا على ذلك ، ولا أدري كيف ستعزل نفسك عن هذه الفراغات الميتافيزيقية التي تعيش بداخلك وتحيط بك.
ردحذف5. لاحظ استاذ تيم أن صاحب " كتيب ارشادات المستخدم" نفسه لم يجبرك على إتباعه " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" مع قدرته على ذلك حيث قال " ولو شاء الله لجمعهم على الهدى " وقال أيضا " ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة " ومن أجبرك على ذلك فهو لم يطبق " كتيب إرشادات المستخدم" لأنه يقول " لا إكراه في الدين " مع ام صانع التلفزيون مثلا سوف يسقط عنك حق الضمان اذا تسببت في عطل مخالف لكتيب ارشادات المستخدم.
6. ثم لاحظ مرة أخرى رجاءا أنني لم ادعُ الى مجتمع خالٍ من نزعة الأنا.
تحياتي
يقين العراقي
السلام عليكم :
ردحذف1. وجدت نفسي ميالا الى الحديث مع السيد تيم أولا ، لا لشيء ، إنما هكذا تصادف الأمر معي عندما دخلت المدونة ، قرأت له فقط وصرحت له بذلك ، وذلك لا يمنعني قطعا من الحديث مع غيره ، غير أن الحديث بالنيابة عادة لا يرقى بالتمام الى مقاصد المنوب عنه ، ولم أجد في كلمتكم التعريفية أن أحدا منكم مخول بالإنابة عن الثاني ،ورغم أنني بحكم فهمي للملحدين لا أعتقد أنك تمارس " الإلغاء " مع السيد تيم فإنني سوف أحتاج ، لكل قول أو فهم تنسبه اليه، أن تأتيني بتفويض منه ، أما إذا فهمت ان السيد تيم يرفض الحوار معي فلا بأس عندئذ أن أتوجه إليك ، وفي هذه الحالة أرجو أن تعطيني فرصة لأقرأ كتاباتك ، ولكي أوفي هذه المناسبة – مناسبة تجشمك عناء الحديث – فلن أدع ما قلته جانبا لأنني أراه يستحق الدردشة والنقاش.
))بالعكس، الطريقة التي يلتزمها الزميل تيم في نقد الدين، ويمارسها الآلاف غيره على صفحات النت، هي الطريقة المُثلى في مناقشة "أفكار قطعية" تتجلى بهيئة الدوغما الدينية.((
لم أفهم – وأرجو أن تغفر قصوري – استهلالك الحديث بكلمة "بالعكس" ولم أرى أي "عكس" تقصد ، إذ أنني لم أتحدث عن طريقة السيد تيم في نقد الدين ، لأنني ببساطة لم أُحِط علما بها لحد الآن ، كلما ما فهمته من سيادته أنه ملحد، أي أنه مال في سبيله بعيدا عن الدين ونظرته للكون والحياة وسلك طريقا يعتمد على جدلية العلاقة بين الوجود والمادة والعقل ، وذلك يدل على حيوية تفكيره ونشاطه بغض النظر عن مبدأ الخطأ والصواب ، هذا هو أصل الموضوع وله تفريعات شتى ، هي محط نقاش وحوار فكري وعقائدي ممتع، بالنسبة لي على الأقل، إذ أنني مع إقتناعي التام بما أؤمن وأرى ، أقدر واحترم الآخر تماما وأجده أهلا للتقدير ولا أستطيع أبدا أن أمسه بمنقصة أو أصفه بعيب قياسا إلى " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، فكيف أهين من أعتقد أن الله تعالى كرمه ؟، وكيف أنزِّل من أؤمن أن الله تعالى حمله ؟، وكيف أسلب حق من أرى أن الله تعالى رزقه ؟، وكيف أحط من قدر من أجد أن الله تعالى فضله؟
))فالملحد لا يجد نفسه في حاجة للإيمان "بقطعيات" أو "يقينيات" كالتي اشتققت اسمك منها، لأن منهجه الفكري إجمالاً يقوم على التشكيك في كل شيء ثم التحقق من الفرضيات واحدة واحدة ـ كما هو المسلك العلمي الرصين في البحث التجريبي والرياضي.((
يا استاذ كوان كيف لا يحتاج الملحد الى "القطعيات" و "اليقينيات" ؟، أو لم يصبح ملحدا لإدعائه أن كل شيء يجب أن يكون ماديا موجودا قطعيا بعد إخضاعه لمقاييس العلم التجريبي في المختبر؟، كان الأحرى بك أن تقول أن الملحد يحتاج الى "القطعيات" و "اليقينيات" الوجودية التي تخضع للتجربة والبرهان فقط ، دون "القطعيات" و "اليقينيات" الميتافيزيقية التي لا يمكن إخضاعها للتجربة والقياس في المختبر لكي يكون الكلام دقيقا. أما المؤمن فأنا أقول لك أنه يحتاج الى "القطعيات" و "اليقينيات" الوجودية بعد التأكد منها بالتجربة والقياس ، ويحتاج كذلك بخلاف الملحد الى "القطعيات" و "اليقينيات" الميتافيزقية التي يتأكد منها بالإيمان والتبليغ ، أما المنطق الإيماني فيقول أن القطعي واليقيني والمطلق الوحيد ، الثابت الذي لا يتغير ، الدائم الذي لا يتبدل ، المستغرق الذي لا يحد ، الأزلي الذي لا بداية له ، الأبدي الذي لا نهاية له : هو الله سبحانه وتعالى ، أما ما عداه فهو نسبي ، وببساطة أكثر ، كل شيء في الكون المخلوق نسبي .، يعتريه التبدل والتغيير ويقبل الإضافة والنقص ، حتي يقينيات وقطعيات الوجود المادي ليست بالضرورة نهائية ، وأعتقد أنك لا تحتاج الى التذكير بالقطعيات العلمية المادية التي ثبتت بالعلم التجريبي ، ثم وجد نفس العلم بالتجربة والبرهان أيضا لاحقا أنها لم تكن قطعية يقينية . بمناسبة ذكر "القطعيات" و "اليقينيات" والميتافيزك ، أود ان ألفت نظركم الكريم الى أن أكبر النظريات العلمية التي تعتبر فتحا لعصر العلم والتكنولوجيا الحديث تدعوك الى سلوك منهج المؤمن في تصديق "القطعيات" و "اليقينيات" "والقطعيات" و "اليقينيات" الميتافيزقية وإلا ما وجدت سبيلا الى قبولها علما.
تكملة:
ردحذفيبدو أننا متفقان على مدلول التكفير فهو أقسى تهمة للمؤمن لأنها تنكر يقينه ، بينما يجب أن لا تكون تهمة للملحد لأنها تثبت يقينه ، ثم أن كل الملل والنحل والشرائع الوضعية والسماوية تقتل التارك لملتها المفارق لجماعتها وتتهمه بالخيانة العظمى ، مع أن الإسلام لا يبادر الى القتل مباشرة كما يفعل خامنئي مثلا أو كما كان يفعل صدام او ستالين وكما هو الحال في الشرائع الوضعية وإنما يعمد الى الإستتابة وهي النصح والإرشاد والوعظ ، فإن لم يفعل فالأرجح أن يحبس الى الممات أي يحكم بالمؤبد وعندما يتوب يطلق سراحه ، وهي ليست كما تقول لقطع دابر طرح الخيارات الواقعية ، فالدين – والإسلامي بالذات- ، دين الواقع ، والثابت في الإسلام هو الله تعالى فقط وكل ما عداه يسير وفق ناموس التبدل والتغيير ، ألم تطرق سمعك عبارة " دوام الحال من المحال" .
3. لا أدري كيف أن ما قلته حجة علي ، ولكن مع ذلك فلتعلم أن التسليم بالشيء ليس هو الشيء عينه ، التسليم الذي يساوي اليقين في كلام سيدنا علي رضي الله عنه يقصد به اليقين النفسي بصواب الدين وهو نفس مدلول الآية الكريمة " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا" ، أما الدين ذاته فهو يثبت العلم الظني ، أي غالب الصواب وليس الظن الذي هو الشك حسب فهمك ، وتحقق من ذلك بقول الله تعالى " كلا لو تعلمون علم اليقين " وانت بالتأكيد تعرف مدلول "لو" ، حرف الإمتناع للإمتناع أي لا يمكن ذلك في الدنيا قطعا اكتساب العلم اليقيني
((لم يذكر من الآيات الإعجازية إلا ما يتعلق بما يراه الناس في السماء)).
يا كوان يا حباب مو أنت من خلفية إسلامية ، كيف تدعي هذا ؟، هذا لا يستقيم مع من له أقل دراية بالقرآن الكريم
4. أسعدني على الأقل أنك لم تنكر أن السيد تيم يحمل ظاهرتين من الميتافيزك ، الروح والموت ، مع أنه وانت تنكرون الميتافيزك ، وبالمناسبة أن ما أسميته " الطبيعي غير المعلوم" ليس من أنواع الميتافيزك ، لآن الأخير لا يصبح معلوما في الكون المخلوق أبدا .
5. محمد صلى الله تعالى عليه وسلم هو الذي أثبت الأنا في الإنسان بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) هل رأيت بالله عليك " بالأحرى هل رأيت بالذي تؤمن به وتعتقده أعظم من هذه الأنا ، مصداقا لقول الله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة" وأن المسؤولية فردية بالمطلق في الإسلام خلافا لجاهلية من قال " وهل أنا إلا من غزية إن غوتْ... غويت وإن ترشد غزية أهتدِ ، وخلافا لكل الأنظمة الوضعية.
6. من الطبيعي أن القرآن المكي ليس هو كل القرآن ، القرآن كل متكامل محكم مبين بين الدفتين ، كلام الله تعالى القديم ، يُتعبّد به ، طبعا من وجهة نظري الإيمانية، على سبيل التذكير ومخافة أن تتهمني بالتهرب تستطيع أنت قبلي ما دمت تتحدث عن خلفية اسلامية قرآنية وحديثية أن تجد الى جانب الآيات التي تدعو الى القتال العديد من الآيات التي تدعو الى القسط والبر والوفاء اتجاه المؤمنين وغيرهم ، بل وأن تجد كيف أن أهل السماء يستغفرون لمن في الأرض جميعا ، وأكثر من ذلك كيف ان القرآن يدعونا الى أن نغفر للذين لا يرجون أيام الله .
7. لا أدري لماذا أحسست ببعض التشنج في كلامك حتى رأيت وجود تلاعب في كلامي الخالي من ذلك تماما ، وحتى قفزت الى ميدان النقاش بيني وبين تيم دون سابق إنذار – طبعا أنت مرحب بك تماما -
8. وينك يا تيم ؟!!!
مرحبا بك يقين , انا موجود شكرا على سؤالك.
ردحذففي الحقيقه انا والسيد كوان تجعنا توجهات مشتركه تخوله للحيدث نيابة عني , وقد اعطيته التخويل بالتحدث نيابة عني لانه بنفس توجهاتي ولديه ملكه فكريه وخلفيه ثقافيه لاتكاد تقارن بما املكه, بالاضافه لانشغالي الحالي بالامتحانات وبامور اخرى "اقلها مشاكل الاتصالات في العراق"
وحقيقة عندما رايت رد كوان رايت ان هذا اكثر بكثير ممااستطيع الاتيان به.
سارد بما استطيع واؤجل الباقي لوقت ثاني , وحسب تمكني , فاعذرني مسبقا, لضيق وقتي و "ضروفي المخربطه".
1.اتفق معك في الاسس التي وضعتها كأساس لحوار ناجح.
2.اقصد بالتكفير ماينطبق على الفعل من حد وعقوبه , وهو حد الرده والكره بلا سبب "وهذا مالمسته بالفيسبوك"
تبا هذا ماسيمح لي وقتي بالرد عليك , اعدك بالقدوم مره اخرى والرد الكامل.
تكملة ــ 1
ردحذف(( العقل المادي نفسه لا يقبل سلسلة متناهية من العلل لأن اللانهائي لا يمكن إثباته بالتجربة والبرهان وهو بالتالي ميتافيزك ، أما إستحالة وجود ما لا يمكن للعقل تصوره فليس من ديدن المؤمن في شيء ، وظيفة الإيمان أساسا هي التصديق بما لا يمكن للعقل تصوره !! ))
لا أظنك اطلعت على نظرية المجموعات التي قدّمها العبقري كانتور، والتي أثبتت أن كل مجموعة من الأعداد (الطبيعية-الصحيحة-النسبية-الحقيقية- .. الخ) كل منها لانهائي في درجة معينة، وتقبلها العلماء كلهم بعقل مفتوح وأصبحت جزءاً من مناهج المدارس الابتدائية في الرياضيات. ولكن أكثر من يدرسها لا يدري أنها خطرة جداً حين تتماسّ مع اللاهوت الديني، لأن أول دليل يطرحه الفقهاء على ضرورة وجود الله هو "بطلان التسلسل اللامتناهي".
وحديثك عن "وظيفة الإيمان" يكفي وحده لحرق آلاف المجلدات التي ألفت في الفلسفة الإلهية وعلم الكلام الديني، لأنه يعد الإيمان قائماً على إطفاء العقل من لوحة التحكم، وتعليق البرهان على مشجب القبعات.
وهو أيضاً يؤزّني لأسألك: " كيف عرفت أن هناك إله، وبأي دليل استدللت على وجوده وصفاته؟ " ـ لاسيما وأنت من قال أن الإيمان وظيفته التصديق بما لا يُعقل.
بالإضافة إلى أن أٍسألك: "كيف اخترت، ومن دون كل خيارات "ما لا يمكن للعقل تصوره" المطروحة، أن تؤمن بمحمد والإسلام، في حين أن لكل دين تراثاً واسعاً وحججاً مطروحة لا بد من استنفاد العمر في قراءتها والرد عليها حتى تبرأ الذمة باختيار الأصح منها؟ "
أما بخصوص الآيات والأحاديث، فإن كان فهمي وفهم الملايين غيري ليس حجة، فويحك لماذا يسمي القرآن نفسه "الكتاب المبين" إذن؟ هل هي مجرد دعاية براقة لمنتج رخيص؟
وإن جمعنا هذه المقدمة "عدم الاحتجاج بفهم العقلاء للنص الديني" إلى مقدمة "الإيمان الديني هو خارج نطاق العقل"، فالنتيجة ستكون شيئاً مثل "الإيمان هو منظومة ذهنية لا تصلح لأصحاب العقول النقدية، لأنها خارج نطاق تفكيرهم، وفهمهم لها غلط دوماً".
هذا بالإضافة إلى أن "القرآن حمال أوجه" بصريح عبارة علي بن أبي طالب، وهذا وحده مبطل لوظيفته (كهدى للمتقين) لأن الهداية إنما تكون بوجه واحد وفي اتجاه واحد. وهذا كله داخل أطر التصور الديني، أما نحن فالمسالة عندنا محسومة، لأنه ما من دليل منطقي واحد على وجود قوة عاقلة وواعية تتحكم بالكون.
وتصويرك للمسألة كقسمة ثنائية بين الدين والعلم هو خطأ محض، لأن الدين لا يمتلك "أدلة" على دعاواه وتفسيراته "الغيبية الافتراضية" للكون، خلافاً للعلم الواقعي الذي ينتقد معطياته ويتأكد منها مراراً وتكراراً قبل أن يخضعها لمحاولات التفسير. وعلى فكرة: القرآن يقول بأن الكوارث الطبيعية هي عقاب من الله للقرى المفسدة، فهل التسونامي الذي ضرب إندونيسيا المسلمة قبل بضعة أعوام، هو ضربة لنفس الإله الذي حاق سخطه وزلازله بهاييتي المشركة قبل يومين؟
2. كم مرة يجب أن أكرر عليك أن الملحد لا يقين لديه؟ .. الملحد يلتزم المنهج العلمي في كل مسائل الفكر والعلم، وأول خطوات هذا المنهج هي جعل كل المعطيات محطّاً للشك، والشك هو الضد الخاص لليقين.
وحديثك عن "موقف الشرائع الوضعية من التارك للملة المفارق للجماعة" يضحكني جداً، لأن "الخيانة العظمى" هي الجريمة التي تتضمن التآمر على الدولة والمجتمع بقصد الإضرار والتخريب، أما "مفارقة الجماعة" فمقابلها العصري هو "تبديل الجنسية"، ولا أظن أن هناك دولة ليبرالية عصرية تضع عقوبة على اكتساب أحد مواطنيها لجنسية أخرى، وتخليه عن جنسيتها.
أما "التصور المخملي لعقوبة الردة" الذي طرحته، فهو خلاف ما يطبق في كل الأنظمة الإسلامية ماضياً وحاضراً، بالإضافة إلى كونه يتناقض مع ذات ما قلته "وظيفة الإيمان أساسا هي التصديق بما لا يمكن للعقل تصوره !!"
فبأي حجة تريد الإنسان أن يلتزم بإيمان "لا يمكن للعقل تصوره" ؟ بل كيف تحاسبه على إعمال عقله في الغيب الموهوم، وتكافئه على إعمال عقله في الواقع المعلوم ؟ فعلى أي شيءٍ يستتاب وهو لا يستطيع الاستناد إلى الدين منطقياً، باعتبار أن الرؤية الدينية ككل تصنف ضمن الميثولوجيا مهما كانت معقدة ؟
وكيف يكون الإسلام دين الواقع وهو محكوم بالحديث الصحيح المتواتر "حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة" ؟ هل تظن من يحدثك أعمى أو مغفلاً ؟
أعني: الإسلام يحتوي على حزمة من التشريعات بالغة التفصيل والتحكم، بل والتناقض المذهبي أحياناً، وهذه الأحكام ملزمة لكل المسلمين في كل زمان ومكان، ولا تتغير مهما تغيرت الظروف، فعن أي "دين الواقع" تتحدث أنت؟
رسالة الى تيم :
ردحذفالسلام عليكم :
1. يا سيدي أنت معذور وأدعو لك بالتوفيق ، أسعدني قبولك الكريم بأسس الحوار واعتقد أننا في النهاية قد نتوصل الى ثمرة لهذا الحوار وأن ننتج رأيا رصينا في أي اتجاه كان ، بعكس ما أتوقعه من الحوار مع السيد كوان لأنه مصر الى نسف هذه الأسس والإصرار على فرض فهمه للدين والنصوص كحقائق مسلم بها ، وهويعلن صراحة على أن هدفه توجيه هزات منطقية الى الدين ، وهذا ليس اسلوبا منهجا للوصول الى الحقيقة وإنما سلوك عدواني يهدف الى اسقاط الآخر وبالتالي فإنه يغلق باب الحوار ، ومع ذلك سوف أستمر معه ما استلمت منه ردا .
2. حد التكفير وعقوبته جزئية لا يقوم عليها الدين وهي مجرد حكم من أحكام تنظيم المجتمع الإسلامي ، وهو حق طبيعي عندما يميل أي مجتمع أو حزب أو منهج - والأمثلة أوضح من أن تذكر ، الى فرض قيود وحدود تنظيمية لأفراده في لائحة النظام الداخلي، الذي يهمنا ان الله سبحانه وتعالى – حسب إعتقادي طبعا – يسمح بوجود المؤمن والكافر جنبا الى جنب في الدنيا ، والإستفادة من ما خلقه من أسباب العيش دون أن يؤثر المؤمن على الكافر وأن لكل منهما على قدر سعيه واجتهاده ، مع قدرته المطلقة سبحانه وتعالى على جعل الناس أمة واحدة ومنعهم من الإنحراف عن صراطه المستقيم ومنهجه القويم ، وأود هنا أن أذكر مرة أخرى أن عقوبة الردة في الإسلام وهي على العموم الإستتابة والسجن أخف من عقوبة الردة التي مارستها الكثير من الأحزاب والمنظمات الوضعية ، أما بخصوص الكره والحقد على الفيسبوك فأنا لا أقره وعلينا أن لا نحمل جريرته على الدين ، لقد اتفقنا أن سلوك أتباع الدين ليس هو الدين بعينه ، وأرجو أن تتمعن في قول الله تعالى " ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين " ، ولكن في النهاية يا يتم يا حباب لا تطلب من مؤمن أن يحب ملحدا.. مو؟
يهمني استاذ كوان أن أوضح أنني كتبت لك قبل أن أقرأ تعليقك الآخير ، النت كان مفتوحا على المدونة وكتبت على الوورد ثم لصقت التعليق وأرسلته مباشرة، وعند مراجعة نشر التعليق على المدونة شاهدت تعليقك ، وقد وجدت أن ما كتبته آخرا لا زال وافيا مع الإحساس بالواجب الى تذكيرك بأنك مارست نفس التشويه بحق الآية الكريمة، فكان الناس أمة واحدة تعني على ملة واعتقاد واحد من الكفر والإلحاد ، وليس أمة متناغمة تعيش في ثبات ونبات وتخلف صبيان وبنات.ولاحظ أنك تصادر حق وجود أمة أخرى بجانب الأمة الواحدة الملحدة وهذا متضاد مع إدعاء حرية الوجود والإعتقاد ويشي عن أنانية الإستحواذ على الكون مثل جماعة ستارتريك
ردحذفتحياتي
استاذ تيم آسف علي أن أصحح الآية الأخير فهي تنتهي بـ"وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" وليس فما لهم من ناصرين وأن هدفي من ذكرها هو ان الله تعالى لم يفرض عقوبة دنيوية على المرتد وإنما حذره أنه سوف يحاسب في الآخرةإن مت ولم يتوب وهذا من حقه سبحانه وتعالى حسب إيماني واعتقادي
ردحذفبس لا دوختكم.. آسف مرة أخرى
الزميل يقين:
ردحذفلقد بدأت ردك عليّ بالتشويش المحترف، وهو ما ننتظره من أي محاور مؤمن.
ولكن لا بأس، فنحن أيضاً نحدّث الناس على قدر عقولهم، ولكن بالصدق لا بالزيف.
1. بخصوص مسألة الأمة الواحدة: يدلنا التاريخ والآثار العريقة على أن الشعوب الأولى كانت تعبد آلهة شتّى، ولم يكن هناك عبدة إله يطغون على عبدة إله آخر، بل الجميع يعترف بآلهة الجميع، بل ويعترف بحق الشخص الذي لا يعبد إلهاً محدداً.
ولكن النزاع على أساس ديني لم يبدأ إلا مع أول "عبقري" عرّف بنفسه كرسولٍ للإله الواحد الذي لا شريك له، وادّعى أن إلهه هذا سلّمه مفاتيح السلطان والولاية، وأوجب طاعته على العالمين.
وهذا ما حصل فعلاً في اليهود من بعد سليمان، حيث انشقت المملكة إلى مملكتين كل منهما تعتقد أنها تعبد الإله الحق، ولم ينته هذا الانشقاق بقضاء الآشوريين والبابليين على مملكتي السامرة ويهوذا، بل تحول دينياً إلى: اليهود و السامريين.
نفس الحالة في المسيحيين وما حصل بين الكاثوليك والأرثوذكس والنساطرة، أو المسلمين بين السنة والشيعة والخوارج.
فالقرآن محق هنا في حكايته للواقع، ولكنه مخطئ في اعتباره ما أتى به الأنبياء صحيحاً.
لأنه ما من حقٍّ وحكمة تدفع بحملتها إلى الاختلاف فيها إلى حد البغي والحرب، وبين يديك تاريخ العلم والفلسفة لتراجع إن كان هناك حرب بين أصحاب اعتقادين فلسفيين مختلفين، أو رؤيتين علميتين مستقلتين.
2. أما حديثك عن الحكمة الإلهية، فهل هذه الحكمة شاملة للكوارث الطبيعية، كالزلازل والأعاصير؟
وكيف تريدنا أن نعترف بحكمة من يقضي على حياة عشرات الآلاف جزافاً، على فرض وجوده؟
لنترك حكمته الإلهية الآن، ونلتفت إلى علمه المطلق ـ هل أشار كتابه المبين إلى وجود مجرات وشموس خارج المجرة التي تضم شمسنا، بل هل أشار إلى وجود مجرتنا في المقام الأول؟
ألم يقل أن الشمس تجري لمستقر لها ، وأنها والقمر كل في فلك يسبحون، ونسي أن يذكر أن للأرض فلكاً؟
ألم يقل أن النجوم والكواكب ليست سوى "مصابيح ورجوم للشياطين"؟
ألم يقل أن الشمس "تغرب في عين حمئة" وأن ذا القرنين بنى سداً يحجب يأجوج ومأجوج، رغم أن الأقمار الصناعية التي كشفت كل الأرض، لم تدلنا على تلك العين ولا ذلك السد؟
3. أنا يا عزيزي لا أعترف بوجود "نظرية إلهية" اسمها الدين، لأن كل ما قاله الدين عن العالم والفلسفة ليس سوى كتلة من التصورات الخرافية أو الخاطئة أو المنقرضة.
بل أعترف بوجود "منظومة أخلاقية غير ملزمة" اسمها الدين، أياً كان اسمه، لصاحبها الحق في العيش بكل احترام مع بقية الناس، دون التبشير بالأحكام التي تلزمه دون سواه أو السعي إلى تطبيقها على غيره.
فالنقاش مع المتدينين لا يتضمن عندي الجانب العلمي، لأن كتبهم المقدسة كلها قديمة وثابتة وغير قابلة للتصحيح، خلافاً للكتب العلمية المتجددة ودائمة التنقيح والمراجعة.
بل ينحصر في الجانب الأخلاقي والفلسفي لا غير، لأن هذا هو مجال تعدد الرؤى وطرح الأفكار المختلفة، وكما أرى فأنتم لا تملون عن ذلك رغم يقينكم بعدم الجدوى.
4. من الذي طلب منك الحوار؟ أنت من جاء متسائلاً "وبالصدفة"، ولا أظنك كنت لتقبل لو أتاك تبشيري مسيحي أو هندوسي ليدعوك إلى دينه، خصوصاً لو كنت متحولاً عن المسيحية.
أيها الزميل، نحن قد شبعنا من الخطاب الإسلامي، وقرأناه بكافة مذاهبه وتياراته، ومللنا من تدخله الدائم في حياتنا، خصوصاً بعد الحرب الأهلية التي حصلت بين المذهبين، بل وداخل كل مذهب على حدة، وسقط فيها بعض أقاربنا ومن نعرف لا لهدف واضح أو غاية شريفة.
ورؤيتنا المستقبلية للإسلام تفترض به، ليربأ بنفسه عن الانقراض، أن يتخلى عن ادعاء المطلقية واليقينية وامتلاك الخلاص، ويقدم نفسه كأطروحة أخلاقية وروحانية ضمن أطروحات، لا يضر قبولها كما لا يضر تركها.
5. أنا يا سيدي طلبت الحوار ، وأنا أشعر بمسؤولية متصاعدة للإستمرار فيه ، وأحب أن أحيطك علما أنني قد دخلت في حوارات من هذا القبيل منذ أن كنت طالبا في الثانوي ، وبالتحديد في الصف الرابع مع أخ شيوعي ، وكذلك دخلت حوارات مشابهة مع إخوة مسيحين ، وقبل مدة وجيزة كنت في حوار مع تبشيري مسيحي ، ولم يكن تبشيريا دعويا سمحا ، وإنما كان مثلك يسعى الى توجيه الهزات العنيفة ، غير أنه للأسف لم يستمر وما لبث أن ألغى مدونته .
ردحذف6. لا تحمل هم إنقراض الإسلام يا استاذ كوان ، فقط انا أرى بعض الإشكال في إصرارك على قطعيات الدين ويقينياته ، هذه مفاهيم إيمانية يصدقها المؤمن على سبيل القطع واليقين ، أنا مثلا لم أر الله سبحانه وتعالى ولكني أؤمن به قطعا ويقينا ، أما القطعي واليقيني المادي فهو سبيل المادية العلمية ، تتحقق منه بالتجربة والبرهان ، من جانب آخر الشك مبحث فلسفي ، أما العلم فلا يشكك وإنما يدرس الظاهرة الطبيعية ويسعى الى بيان أسبابها ويستنبط منها القوانين ويستفيد منها في الحثل التطبيقي ، العلم يا سيدي يفسر الأشياء المادية ويبين العلل الكامنة وراءها : يقول كلود برنار - وهو طبيب فرنسي مشهور متحدثا عن أوج العلمية المادية أواسط القرن التاسع عشر عندما نشر دارون نظرية التطور ، يقول في كتابه ( المدخل الى الطب التجريبي ، ترجمة الدكتور يوسف مراد – مطبعة دار المعارف – القاهرة) : هناك بديهية تجريبية ينبغي التسليم بها ، هي أن شروط وجود أي ظاهرة يمكن تحديدها بطريقة قاطعة، وأن هذا يسري على مجال الكائنات الحية مثلما يسري على الكائنات الجامدة).
تحياتي
الى تيم:
ردحذفالسلام عليكم:
أرجو استاذ تيم أن تتابع الحوار وتريني رأيك فيه ، السيد كوان لن يتمكن قطعا من التعبير عنك وعن ما يجول في فكرك بنفس الدقة التي ستفعلها أنت ، والعرب تقول: ما حك جلدك مثل ظفرك
تحياتي
السلام عليكم :
ردحذف1. أهلا وسهلا سيد تيم .
2. حسنا أن ما أوردته من ملاحظات بالغ الأهمية وتفتح الباب لحوار علمي حقيقي ، هو في الواقع يمثل تاريخ العلم في سعيه لإكتشاف الأسباب وربطها بالنتائج واستنباط الوسائل والقوانين الكفيلة بحل المعضلات التي تواجه الإنسان وتقديم تفسير مقنع للظواهر التي يقف أمامها مبهورا حائرا ، وأحيانا خائفا مترددا.
3. بخلاف السيد كوان ، أو على الأقل أن السيد كوان لم يبين ، تقول "انا لا اعتقد بوجود شيئ اسمه الروح , جسمي يتحرك نتيجة تفاعلات كيميائيه معقده"، كون الجسم يتحرك نتيجة تفاعلات كيميائية معقدة هو أساس المادية العلمية ولكنها تسحب ذلك على الكون كله أحياءا وجمادات . كون نيوتن تبعا لذلك ، مثل جسمك ، ميكانيكي ، ويعني ببساطة أن المادة وجدت لنفسها إطارا حركيا ، هي ماضية فيه بحكم القوانين الذاتية التي ابتدعها لنفسه ، بالضبط مثل ساعة سيتيزن ، وسوف نعود اليه لاحقا ، دعنا نرى كيف يتحرك جسمك نتيجة تفاعلات كيميائية معقدة،
يقول مترجم كتاب "The New Story Of Science " تأليف كل من روبرت آغروس ، استاذ متخصص في فلسفة العلم ، وجورج ستانسيو دكتوراه في الفيزياء النظرية ، يقول : أن المادية العلمية بدأت في مطلع القرن السابع عشر على يد كل من فرانسيس بيكون وغاليلو ، وبلغت ذروتها أواخر القرن التاسع عشر عندما قدم دارون نظريته، ورغم أن رواد هذه المادية العلمية لم يكون من الملاحدة إلاّ أنها انتهت الى إنكار وجود الله سبحانه وتعالى ، وجاءت كرد فعل للاهوت المسيحي الذي وصل الى حالة من الجمود العقلي والتحجر الفكري ، ورفضت النظريات العلمية التي ترى الكنيسة أنها تتعارض مع الكتاب المقدس واضطهدت أصحابها أشد الإضطهاد ، مما حدا بالعلماء الى الإعراض عنها وإرساء أسس العلوم الطبيعية على العقل والمشاهدة الحسية والتجارب العلمية ، لتتحول الى مذهب مادي إلحادي صارم يؤمن بأزلية المادة ويرفض كل ما هو ميتافيزقي غيبي ، ولا يعترف إلاّ بنوعين من الأسباب هما الضرورة والصدفة.
يقول كل من آفغروس وستانسيو ، أن المادية العلمية _ مثلك تماما يا تيم _ تحتج على أن جميع الأشياء الطبيعية لا تتصرف إلا بضرورة ميكانيكية ، وأن مختلف النشاطات تنشأ في نهاية المطاف عن تفاعلات بين جسيمات تتكون منها الأشياء ، وينقلان عن توماس هـ. هكسلي ( 1825 – 1895 ) وهو عالم متخصص في البايولوجي " الأفكار التي أعبر عنها بالنطق ، وأفكارك فيما يتعلق بها ، إنما هي عبارة عن تغييرات جزيئية"، ولو أخذنا بذلك – لا زال الكلام لآغروس وستانسيو - فلا مناص من إنكار أي تأثير للعقل أو للإرادة على الدماغ ، حتى قال أحد علماء الرياضيات في القرن التاسع عشر " إذا قال أحد أن الإرادة تؤثر في المادة فقوله ليس كذبا فحسب وإنما هو هراء "، ليعود هكسلي ويقول " الوعي متصل بآليات الجسم الميكانيكية كنتيجة ثانوية لعمل الجسم الميكانيكي لا أكثر وليست له أية قدرة على تعديل عمل الجسم مثلما يلازم صفير البخار حركة القاطرة دونما تأثير على آليتها".
اليوم وأنا في انتظار تعليقكم وجدت أن الفقرة 9، فيها خطأ مطبعي : العبارة تقول: ما وراء المادة ليس من وظائف العلم إلا على سبيل الدعم والإسناد لأن وسائله وهي الحواس الخمس محدودة وقاصرة على إدراك المادة فقط،
ردحذفالمفروض أن أكتب العقل بدلا من كلمة العلم التي وردت مرتين ، العقل هو المقصود
أرجو ان تقرءان الفقرة 1 أعلاه كما يلي:
ردحذف1. أمران منعاني من مواصلة النقاش والتأخر في الرد:
السلام عليكم :
ردحذف1.في الواقع أستاذ كوان لم يؤسفني تعليقك كما هو الحال مع الأسف الذي استعشرته جنابكم ، لأنني ببساطة أتوقع مثل هذا الإنطباع في النقاش مع أصحاب التوجهات التي تتمحور حول ما أسميتها " الطبيعية الوجودية" ، أو لنقل "الوجودية" أو "المادية" فهي إصطلاحات متابينة في مبناها اللغوي إلاّ انها جميعا وكما ورد في نفس الموضوع الذي أرشدتني إليه مشكورا على الويكيبيديا ، تتمحور حول المادة ، حيث ورد فيه :( ان الطبيعة هي كل ما موجود وانه لاوجود حقيقي لكل ما هو فوق طبيعي مثل الارواح والاشباح والالهة) ، ويكرر :( مصطلح طبيعية وجودية هو من المصطلحات الحديثة في الفلسفة وان كانت الطبيعية نفسها "اي رفض وجود عوالم ما وراء الطبيعة" ليست بالامر الحديث، يعود المصطلح إلى بدايات القرن الماضي ) ، فتراهم - أي أصحاب النظرة الطبيعية الوجودية المادية - بعد جهد جهيد وكلام عتيد يعرّفون الماء بماء.
2.يا سيدي ما هي الأمور التي انتهت صلاحيتها لأنكم لا تنطلقون من "المادية الميكانيكية" التي سادت الفكر العلمي والفلسفي في القرن الثامن؟ ، وفق ما مذكور في الفقرة 1 أعلاه ، لقد ذكرت لك ما يمكن إعتباره منعطف الفكر الإنساني من ذروة المادية العلمية الى ما يخالفها بين نهاية القرن التاسع عشر والعشرين وما تلاه الى الآن ، من خلال آينشتاين ومفاهيم النسبية والكم ، فهل انتهت صلاحيتها ، وإذا انتهت فلماذ تستشهد بها؟.
3.استاذ كوان ، التفكير العلمي ينهار إذا افتقر الدقة في التعبير ولم تتوفر فيه الموضوعية في نقل الأفكار ، بهذا الصدد أرجو أن تلا حظ أننا نخوض، بأسط تعبير وبغض النظر عن المصطلحات الرنانة ، في المادة وفيما وراء المادة ، وإذا أردنا أن نعكسها بكلمات تتعلق بنهجكم في الإعتقاد والسلوك فإننا نخوض في قدرة المادة على الوجود والإستمرار بذاتها ، بطبيعتها وطاقتها وقوانينيها التي اكتسبتها بنفسها ، فهي هكذا مستمرة مطلقة لا تفنى ولا تزول . ومن جانب آخر نخوض في حاجة المادة الى قوة أخرى " خالق مثلا وضابط ، أوجدها من العدم ونظمها وقدرها وهداها فهو يسيطر عليها ويضبطها وسوف يرثها ومن عليها . هذه يا سيد كوان المسألة ، شئت أم أبيت ، سميتها طبيعية وجودية أو مادية علمية ، مادية علمية وليس مادية ميكانيكية ، هناك فرق وأرجو ان تنتبه الى ما أقوله ، وإذا وجدت أن الأمر يحتاج الى توضيح أسهبت لك فيه ومن أرفع المراجع العلمية .
4. أقول ذلك لكي لا تتكبد مشاق إرشادي الى الويكيبيديا أو اليوتيوب مع إحترامي وتقديري . هذه الثنائية الفكرية للنظر الى الكون والحياة أكبر من ذلك بكثير ، وإن هامش الإرتياب واللاحتمية الذي تقلل من شأنه هو السؤال الحيوي الأكبر الذي يعجز العلم التجريبي عن الإجابة عليه ، أصل المادة ؟ كيف حدثت ونشأت من العدم؟ ، خصوصا بعد تفنيد أهم مقومات التفكير المادي " المادة لا تفنى ولا تستحدث" . أما إذا كنت تقصد الإرتياب واللاحتمية في الكون غير المنظور ، وحالات المادة في المستوى الذري والنانو والكواركس ، فالأمر أهون ، هذا يمكن "على الأقل تعليقه على شماعة التقدم التقني المستقبلي الذي سوف يوفر الوسائل الكفيلة بحلها .
5.وينك يا تيم ؟ ، صدقني الحوار ممتع وشيق مع أن زميلك كوان يحاول بقصد مرة ، وبغير قصد أخرى أن يفقده متعته وغايته السامية، ثم ألا تريد أن تفكر معي أنك قد "أقول قد تحتاج الى روح لكي تكون حرا على الأقل من سيطرة مادة " اقل ما يقال عنها إنها صماء جامدة ، أرجو أن تقرأ تعليقي السابق وتعلق عليه، دائما أرجو لك التوفيق في الإمتحانات.
1.يبدو أن جنابكم لا تحسن القراءة،أو أنك تشكو من وهن في إستقبال الأفكار، لكن المؤكد أنك مهووس بنقل التعابير الرنانة التي تفتقر الى الحد العلمي في التعبير عن المقاصد العلمية.
ردحذف2.أرجو أن لا تستفز هذه المقدمة الهجومية طاقة مادة دماغ الكامنة في اتجاه عدواني .
3.أي جهل هذا الذي تتحدث عنه يا عبقرينو زمانك، أنا لم أتحدث بشء من فهمي الخاص بل نقلت لك من كتاب ألفه إثنان من ألمع الأساتذة المعاصرين ، أحدهما متخصص في فلسفة العلم ، روبرت آغروس ، حائز على درجة الدكتوراه من جامعة لافا بكنداوعمل استاذا لفتر طويلة في جامعة سانت آنسليم ، والثاني جورج ستانسيو حائز على الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية ورأس لعدة سنوات قسمي العلوم والرياضيات في ماجدلين كوليج .وهما من أكبر الخبراء الإستشاريين في مجال فلسفة العلم.
4.بينما أتحدث معك بهذا المستوى العلمي لظني أنك تستوعب ما أقول ، أراك تتهجم بمناسبة أو أخرى على رجال الدين وتعتب عبارات جوفاء مثل " المهم في بحوث الأمثلية والمنطق الضبابي" ، "أَحلْفكْ" بالطاقة الكامنة في مادتك الدماغية أن توضح لي كيف نربط بين العلم التجريبي والمنطق الضبابي ؟.
6.أنا أحس بالتسرع في كتابة التعليق، فكرت فيه مليا ، أخيرا وجدته مناسبا لإحداث صدمة في طاقتك الكامنة علها تتحر من أسر الألفاظ المنقةالتي تفتقر الى المحتوى.
5.أتمنى أن أقرأ للسيد تيم.
اليوم وجدت لزاما علي أن أعيد إرسال التعليق بسبب الأخطاء المطبعية.
ردحذف1.يبدو أن جنابكم لا تحسن القراءة، أو أنك تشكو من وهن في إستقبال الأفكار، لكن المؤكد أنك مهووس بنقل التعابير الرنانة التي تفتقر الى الحد العلمي في التعبير عن المقاصد.
2.أرجو أن لا تستفز هذه المقدمة الهجومية طاقة مادة دماغك الكامنة في اتجاه عدواني .
3.أي جهل هذا الذي تتحدث عنه يا عبقرينو زمانك، أنا لم أتحدث بشء من فهمي الخاص بل نقلت لك من كتاب ألفه إثنان من ألمع الأساتذة المعاصرين ، أحدهما متخصص في فلسفة العلم ، روبرت آغروس ، حائز على درجة الدكتوراه من جامعة لافال بكنداوعمل استاذا لفترة طويلة في جامعة سانت آنسليم ، والثاني جورج ستانسيو حائز على الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية ورأس لعدة سنوات قسمي العلوم والرياضيات في ماجدلين كوليج .وهما من أكبر الخبراء الإستشاريين في مجال فلسفة العلم.
4.بينما أتحدث معك بهذا المستوى العلمي لظني أنك تستوعب ما أقول ، أراك تتهجم بمناسبة أو أخرى على رجال الدين وتكتب عبارات جوفاء مثل " المهم في بحوث الأمثلية والمنطق الضبابي" ، " أَحلْفكْ " بالطاقة الكامنة في مادتك الدماغية أن توضح لي كيف نربط بين العلم التجريبي والمنطق الضبابي ؟.
6.أنا أحس بالتسرع في كتابة التعليق، فكرت فيه مليا ، أخيرا وجدته مناسبا لإحداث صدمة في طاقة مادتك الكامنة علها تتحرر من أسر الألفاظ المنمقة التي تفتقر الى المحتوى.
5.أتمنى أن أقرأ للسيد تيم.
02 فبراير, 2010 11:47 م
هذا رابط الكتاب على الأمازون:
ردحذفhttp://www.amazon.com/New-Story-Science-Mind-Universe/dp/0553262459
وهذا رابط جورج ستانسيو :
ردحذفhttp://www.magdalen.edu/aboutus/faculty.asp
وهذا رابط مفيد لروبيرت آغروس:
ردحذفhttp://www.scribd.com/doc/10568202/Augros-Nature-Acts-for-an-End